تربية النحل في الوطن العربي للمبتدئين و المحترفين
تربية النحل في فصل الشتاء موت ذكور النحل رد على أسئلة النحالين معنا في القناة 21 ديسمبر
معاملات خاصة لتشتية النحل ورعايته فى فصل الشتاء
يعد فصلا الربيع والصيف هما فصلي النشاط بالنسبة لنحل العسل حيث يكون الجو مناسباً للطيران وجمع الرحيق وحبوب اللقاح، ولتوافر العديد من المحاصيل المزهرة أيضا، و يقل نشاط النحل في فصل الخريف لقلة النباتات المزهرة ويقل كثيرا فى فصل الشتاء لانخفاض درجة حرارة الجو حيث يعد نحل العسل من ذوات الدم البارد كباقى الحشرات ولكن خلافاً لها فإن نحل العسل لا يدخل خلال فصل الشتاء فى فترة بيات شتوي، بل إنه يتابع القيام بالعمليات والأنشطة الحيوية خلال الشتاء ولكن بصورة أقل مما هو عليه الوضع فى فصول النشاط (الصيف – الربيع).
فعندما ينْدُر وجود الرحيق فى أوائل فصل الخريف تقوم شغالات الطوائف التى على رأسها ملكات ملقحة بمنع الذكور من التغذية على العسل المخزن ثم تسحبهم لخارج الخلية حيث يعانون من الجوع والبرد وينتهى بهم المطاف إلى الموت ويسمى البعضُ ذلك بـ (مذبحةِ الذكور) وعند ندرة تواجد مصادر الغذاء لا تكتفى الشغالات بذلك بل تقوم بإخراج يرقاتِ الذكورِ من العيون السداسية وقذفِهَا خارج الخلية وعندما تنخفض درجة الحرارة عن 9 مئوية يتوقف نشاط النحل.
وتلتف الطائفة حول بعضها مكوِّنَةً عنقوداً أو كتلة فى الأقراص الوسطى من الخلية وتكون الملكة فى الوسط وحولها الشغالات صغيرة السن حيث تقوم الشغالات بتوليد الطاقة وتعمل على رفع درجة الحرارة من خلال حركة عضلات الأجنحة، ويحيط بسطح هذه الكتلة مجموعة أخرى من الشغالات الأكبر سناً تعمل على حفظ الحرارة ومنع تسربها خارج هذه الكتلة، وقد يحيط بالكتلة طبقة أخرى من الشغالات الكبيرة يتراوح أعمارها بين 18-21 يوماً، وتصبح هذه الكتل أكثر تراصَّاً كلما انخفضت الحرارة لتقلل من مساحة حجمها الخارجي.
وعندما تصل درجة الحرارة إلى أقل من 8 درجات مئوية تكون الشغالات معدومة الحركة وتموت خلال ساعات، لذلك فإن أى خللٍ فى حفظ الطوائف يُجبر النحل على استهلاك كميَّة أكبر من العسل لتعويض الفقد غير الطبيعى فى الحرارة، وكلما زاد الجهد الذى يبذله النحل كلما قَصُرَ عمره، وبالتالى ترتفع نسبة الموت ومن الملاحظ أن نحو 15% من أفراد الطائفة تموت خلال فصل الشتاء.
وهذا يتوقف على عدة عوامل منها: عدد أفراد الطائفة، وشدة البرد خلال الشتاء،وخدمة المربي، لذلك كان لابد من إعطاء عملية التشتية أهمية خاصة لكونها تُعد مَرحلةً حرجة خلال حياة الطائفة فإذا تجاوزتها الطائفة بقوة نحصل فى الربيع على طائفة قوية ومنتجة، أما إذا تجاوزتها وهى ضعيفة تخرج إلى فصل الربيع وهى ضعيفة وتحتاج فترة من الزمن حتى تبدأ بالإنتاج.
وما هى التشتية؟ هى عبارة عن إعداد النحل وتهيئته لقضاء فصل الشتاء بنجاح والإقبال على فصل الربيع بقوة ونشاط وبقدر ما يبذل من جهد فى فصل الشتاء بقدر ما نحصل على طوائف ممتازة فى أوائل الربيع. وتعد التشتية من أهم العمليات النحلية ويفقد الكثير من النحالين عدداً كبيراً من الطوائف خلال فصل الشتاء على الرغم من إجراء عملية التشتية للطوائف ويجب أن نعلم أن تربية نحل العسل فن ومهارة بجانب أنها علم و لذلك فإن هناك فنيات لتشتية طوائف نحل العسل و عدم إلمام النحال بها ربما تتسبب فى فقد عدد من الطوائف.
وتتلخص أعمال التشتية فى عدة إجراءات يمكن اتخاذها لتتم بشكل ناجح وهى :
أولا: أعمال خاصة بموقع المنحل من خلال اختيار المكان المناسب لتشتية الطوائف فمن من الصعب الحصول على موقع جيد لتشتية النحل لأن هذا الموقع يجب أن يكون جافاً ومحمياً من الرياح وهذا لايتوافر بسهولة ويلاحظ ان الطوائف الموجودة تحت أشعة الشمس تستهلك كمية أقل من الغذاء وتفقد نحلاً أقل. لذا يجب البحث عن موقع تسطع الشمس فيه على الخلايا من الشروق إلى الغروب، وتكون الخلايا محمية من التيارات الهوائية.
لذلك يجب اتباع الآتي:
- وضع الخلايا فى مكان مفتوح لكى تصل أشعة الشمس الى الخلايا بشكل مباشرة فتقوم بتدفئة الخلايا.
- عمل مصدات للرياح من الجهة البحرية للمنحل تحيط المكان وتكون عن طريق الأشجار العالية أما أشجار الفاكهة أو أشجار الكافور والكازورين تقلم الأسيجة من الجهة الشرقية والقبلية أن وجدت، مع تقليم المتسلقات على مظلات المنحل إن وجدت.
- إزالة الحشائش المتعلقة فى قواعد الخلايا وتحتها بإستمرار وأن أمكن زراعة الحوليات الشتوية.