كثير منا عند إحساسه بأي أعراض لمرض عضوي يقوم بالاستسهال و البحث عن هذه الأعراض باستخدام الانترنت, و آخرون يتوجهون لأقرب طبيب دون الاهتمام لمدى خبرته و كفائته.
أغلب الحالات تخضع لتشخيص خاطيء في البداية بنسبة 33 %, و خاصة في الأمراض التي تستلزم الفحوصات و التحاليل للكشف عنها و لا يمكن تحديدها بسهولة.
لكن عندما يأتي الأمر لأمراض القلب عليك أن تكون حريص بشدة, فقد يرشدك الانترنت لمعلومات خاطئة تهول عليك الأمر في حين أنك غير مصاب بأي من أمراض القلب على الإطلاق, و قد تتسبب زيارتك للأطباء قليلي الخبرة بالتشخيص الخاطيء و تأخير الكشف الحقيقي و تحديد المشكلة التي يعاني منها قلبك بدقة, مما يعرضك لاحتمالية تطور المرض و تأخر علاجه و وجود مضاعفات خطيرة, لذا عليك من البداية فور الشك في أي من الأعراض التي تعانيها أن لا تلجأ للإنترنت و قم بالتوجه للطبيب المختص على الفور, و حاول اختيار الطبيب الأمثل لك من حيث الخبرة و الكفاءة.
قبل التوجه إلى زيارة طبيب القلب, عليك أن تحدد الأعراض التي تشعر بها.
بعض الأعراض المرتبطة بشكل مباشر بأمراض القلب و إذا أحسست بها عليك التوجه لدكتور قلب على الفور:
عند شعورك بالتعب من مهام معينة لم تعاني من أي تعب عند القيام بها مسبقًا.
الشعور بآلام الصدر خاصة في منطقة منتصف عظمة القص.
تطور آلام الصدر وامتدادها إلى الكتف و الرقبة.
ضيق التنفس و هذا العارض تحديدًا قد يخدع الكثيرون حيث يبدو أن المشكلة في الجهاز التنفسي، لكن المشكلة الأساسية هي عدم وصول الدم المؤكسد إلى الرئة.
الحرقة وآلام القلب قد تشعر بها فجأة أو على فترات، وفي كلا الحالتين عليك زيارة الطبيب.
تورّم الساقين او القدمين أو الذراعين.
عدم انتظام نبضات القلب
حالات الإغماء المفاجئة و تكرار الشعور بالدوار و الدوخة.
الشعور بنبضات القلب المتسارعة
تكرار الإصابة بالإلتهابات الرئوية
الإحساس بهذه الأعراض لا يعني بالضرورة وجود خطر على قلبك, لكن عندما تجتمع هذه الأعراض مع أحد عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب أو أكثر من عامل, حينها تكمن الخطورة و لا بد من التوجه لطبيب قلبك متخصص للفحص بشكل فوري.
عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب:
قد يكون بعض الناس عرضة أكثر من غيرهم للإصابة بأمراض القلب, و ذلك لعدة أسباب:
العامل الوراثي, أن يكون لدى الشخص تاريخ عائلي للإصابة بأمراض القلب تعني أن احتمالية إصابته بأمراض القلب تكون أكبر بنسبة 86 %.
من يعانون من السمنة و الوزن الزائد, ترتفع لديهم احتمالية الاصابة بالأمراض المزمنة مثل الضغط و السكري و الكولسترول و أمراض القلب بنسبة 81%.
من يعانون من أمراض و مشاكل مزمنة بالإضافة لعدم الاهتمام بالعلاج, مثل مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو زيادة نسبة الكولسترول في الدم تكون احتمالية اصابتهم أكبر ب 45 %.
التدخين من أهم العوامل المسببة لأمراض القلب و مضاعفات خطيرة, حيث أن نسبة 12 % من وفيات أمراض القلب تكون بسبب التدخين.
من يعانون من ضغط عصبي مستمر, و يمرون بفترات اكتئاب أو مروا بموقف مثير للمشاعر بشكل كبير في الآونة الأخيرة, تزداد احتمالية الاصابة بالنوبات و الأزمات القلبية لديهم بنسبة 59 %.
حين يجتمع أكثر من عامل لا تزداد نسبة خطورة الإصابة إلى الضعف فقط, بل إلى ثلاثة أضعاف أو أكثر.
احذر التشخيص الذاتي أو التشخيص عبر الانترنت :
الانترنت خاصة وسائل التواصل الاجتماعي, يؤدي لمشاكل أكبر, حيث أظهرت دراسة قامت بها جامعة بتسبيرج لعام 2015 أظهرت أن مختلف التطبيقات المستخدمة في تشخيص الأمراض قد أظهرت عامل خطأ نسبته " 50 % ", حتى في تشخيص الأمراض البسيطة للغاية, فهذه التطبيقات أو التشخيص عبر الانترنت بشكل عام لا يأخذ بالحسبان العوامل الوراثية و مختلف عوامل الخطر لدى المريض, كما لا تقوم بتحليل أو فحص شامل لمعرفة السبب المؤكد أن هناك العديد من الأمراض خاصة أمراض القلب لا بد للتأكد منها خضوع المريض للعديد من الفحوصات مثل : رسم القلب, تخطيط صدى القلب " ايكو " و غيرها….
كما أنها تؤدي نفسيًا إلى حالة " الأثر السلبي الصادم ".
ما هو الأثر السلبي الصادم ؟
هي حالة يصاب بها المريض فور تعرضه لأنباء صادمة و مقلقة عن حالته المرضية, و هي لا تؤدي بالشخص إلى النتيجة المطلوبة من التوجه للطبيب أو اتباع نمط صحي أو غذائي سليم للوقاية, بل تؤدي إلى فرط الإصابة بالقلق المزمن المصاحب بحالة من الاكتئاب أحيانُا, و في النهاية لا يتخذ المريض أي إجراء سوى ترك حالته تتدهور و تسوء أكثر, و تصرفه على نحو طبيعي متجاهلًا أي أعراض يعاني منها.
و ظهرت مؤخرا ما تعرف ب " السايبركوندريا " :
و هو نمط سلوك قهري يصيب الانسان نتيجة الإفراط بتصفح مواقع الانترنت المختلفة لتشخيص حالته المرضية.
كما يمكن أن يتوهم المريض نتيجة لمرض ظهر له أثناء البحث أنه يعاني منه, و ذلك وفق دراسة حديثة أجريت فقط على موقع " جوجل " باعتباره محرك البحث الأشهر عالميًا, و قد أظهرت الدراسة أن 2 من كل 5 أشخاص يقومون بالبحث عن الأعراض المرضية عبر جوجل يتوهمون بعدها من المعاناة بالفعل من أحد الأمراض التي تظهر لهم كنتائج في محرك البحث و منهم من يبدأ بالبحث عن العلاج و الأدوية و يقوم بأخذها دون استشارة الطبيب المتخصص.
و كشفت نفس الدراسة أن حوالي 60 % من النتائج التي تظهرها محركات البحث تكون غير صحيحة و غير دقيقة, و أن 75 % ممن يستخدمون الانترنت في البحث عن أعراضهم المرضية يصابون بالقلق و التوتر و أحيانًا ب " نوبات هلع " شديدة.