ورد في الحديث الشريف المتفق علية من صحيح ابن حبان عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (اللهم إني أعوذ بك من العجز ، والكسل) وقد صححه الألباني رحمة الله عليه.

وفي ذلك بيان لنا في هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء ، وكيف أنه كان يستعيذ بالله من الأخلاق السيئة التي تقعد عن العمل ، وتبعث على التأخر والكسل ، فكان صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله أن يصاب بالعجز والكسل ، بل يحب أن يبعث الله فيه دائماً الهمة العالية ، والحرص على المسابقة في الخيرات .

وقد قَرَنَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في استعاذَتِهِ بينَ الكَسلِ والعجزِ لأنهمَا قَرينانِ فكُلٌّ مِنهمَا يُؤدِّي إلى التثَاقُلِ عن إنجازِ المُهمَّاتِ المطلوبِ إِنجازِهَا.

قال ابن القيم رحمه الله في كتابه "إعلام الموقعين" الجزء الثالث الصفحة 336 :
"الإنسان مندوب إلى استعاذته بالله تعالى من العجز والكسل ، فالعجز عدم القدرة على الحيلة النافعة ، والكسل عدم الإرادة لفعلها ، فالعاجز لا يستطيع الحيلة ، والكـسلان لا يريدها"

والكَسَلُ هُوَ تَركُ الشَّيءِ مَعَ القُدرَةِ عَلَى الأَخذِ بِهِ، وَهُوَ الَّذِي يَستَحِقُّ صَاحِبُهُ اللَّومَ وَالذَّمَّ؛ حَيثُ تَرَكَ بِرَغبَتِهِ مَا يُدرِكُ بِهِ الخَيرَ وَيَنَالُ به المَكَارِمَ، وَيَحظَى فِيهِ بِالأَجرِ وَالثَّوَابِ وَمَحَبَّةِ الخَالِقِ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ وَإِعَانَتِهِ إِيَّاهُ عَلَيهِ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "المُؤمِنُ القَوِيُّ خَيرٌ وَأَحَبُّ إِلى اللهِ مِنَ المُؤمِنِ الضَّعِيفِ، وَفي كُلٍّ خَيرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنفَعُكَ وَاستَعِنْ بِاللهِ وَلا تَعجِزْ" رَوَاهُ مُسلِمٌ.

العجز : هو عدم القدرة على فعل الشيء .
الكسل : التثاقل عن الفعل مع القدرة عليه .

العجز هو وجود إرادة للفعل مع عدم وجود قدرة لإنجازه، أما الكسل فهو انتفاء تلك الإرادة .. فأي فعل هو اجتماع الإرادة مع القدرة؛ فالإنسان إذا توافرت له الإرادة، فقد خرج من دائرة الكسل، فإذا كان عنده القدرة فقد خرج من دائرة العجز .

وإذا أصيب المرء بالعجز والكسل؛ فاغسل يديك منه .. فالكسل يفوت علينا الفرص التي يصعب تعويضها، ويحرمنا من تحقيق ما نرغب فيه، وبالكسل تتراكم الأعمال حتى يصل المرء إلى العجز عن القيام بها، ومن بذر بذرة «ليت»، نبتت له شجرة «لعل»، يقطف فيها ثمر «الخيبة والندامة» ..

ومن تعود الكسل ومال إلى الراحة فقد الراحة، وقد قيل: إن أردت ألا تتعب فاتعب حتى لا تتعب، وقيل أيضا: إياك والكسل والضجر، فإنك إن كسلت لم تؤد حقا، وإن ضجرت فلن تصبر على الحق.

لذا وصف ابن القيم رحمة الله عليه هذين الخلقين في " زاد المعاد " الجزء الثاني ، الصفحة (358) أنهما " مفتاح كل شر " .

حيث يقول ابن القيم رحمه الله في (زاد الميعاد): "والكيس هو مباشرة الأسباب التي ربط الله بها مسبباتها النافعة للعبد في معاشه ومعاده فهذه تفتح عمل الخير، وأما العجز فإنه يفتح عمل الشيطان، فإنه إذا عجز عما ينفعه وصار إلى الأماني الباطلة بقوله لو كان كذا وكذا، ولو فعلت كذا، يفتح عليه عمل الشيطان فإن بابه العجز والكسل، ولهذا استعاذ النبي –صلى الله عليه وسلم- منهما، وهما مفتاح كل شر ويصدر عنهما الهم، والحزن، والجبن، والبخل، وضلع الدين، وغلبة الرجال، فمصدرها كلها عن العجز والكسل وعنوانها (لو) فلذلك قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: «فإن (لو) تفتح عمل الشيطان» فالمتمني من أعجز الناس وأفلسهم، فإن التمني رأس أموال المفاليس، والعجز مفتاح كل شر.

يقول سيدنا علي بن ابي طالب رضي الله عنه : (الرزق نوعان رزق تطلبه و رزق يطلبك) ..فأما الذي يطلبك فسوف ياتيك و لو علي ضعفك، و اما الذي تطلبه فلن ياتيك الا بسعيك و هو ايضا من رزقك .. فالاول فضل من الله و الثاني عدل من الله "..

ولهذا فق قال الزمخشري رحمة الله في المجلد الثالث الصفحة 399 من كتابه ربيع الأبرار ونصوص الأخيار

في الباب الثالث والخمسون الذي خصصه للعجز، والتواني، والكسل، والبلادة، والبطء والتردد في الأمر، وما أشبه ذلك

قال حكمة تكتب بما الذهب حيث يقول:

كتب على عصا ساسان : الحركة بركة، والتواني هلكة، والكسل شؤم، والتواني زاد العجزة، وكلب طائف خير من أسد رابض.

الإنسان في هذه الحياة إذا ركن إلى الراحة والدعة والخمول هان على نفسه وعلى الآخرين، فالكسل حلقات متتالية، فمن كسل عن شيء جره ذلك إلى الكسل عن آخر وثالث ورابع حتى يلتحق بالأموات وهو يمشي على الأرض، ولربما تكاسل عن أسباب المعاش فلجأ إلى سؤال الناس فكان دنيئا.

بل إن التغلب على الكسل أولى خطوات الوقاية من الاكتئاب والتوتر لأنها ترفع قدرة الإنسان على المقاومة النابعة من سعادته، وإحساسه بالقدرة على الخروج من الدوائر الصغيرة، وأنه قادر على هزم الحصار الروتيني حوله، وبالتالي الانتصار على الأمراض.

أسال الله أن يرزقنا جميعاً النشاط والمبادرة لفعل الخيرات وأن يسددنا ويوفقنا إلى كل خير.

@إشارة


للاستفسار والتواصل المباشر عبر الواتس:
https://wa.me/

للاستفسار والاتصال المباشر :

فضلاً ساهم معنا في نشره لأهلك ومنسوبيك ولكل من تحب لتعم بإذن الله الفائدة

تحياتنا لكم، راجين لكم المتعة والفائدة

نرجو لكم المتعة والفائدة مع هذا الفديو ، ونرجو المساهمة في نشر لتعم بإذن الله الفائدة.

و للتواصل المباشر مع المدرب والمستشار التعليمي والتربوي الدكتور محمد العامري :
الهاتف المحمول المباشر ( الجوال ) :
البريد الإلكتروني :

وللمزيد من المعلومات والاستفسارات والتنسيق للبرامج التدريبية :


و للمزيد من المعلومات : يرجى زيارة موقع مهارات النجاح للتنمية البشرية :
http://WWW.SST5.COM


من فضلك ادعمنا للاستمرار بالاشتراك فى القناة
للأشتراك فى القناة اضغط هنا:
الموفق