اليها....
قصة للكاتب الدكتور أحمد حسن جمعه
من المجموعة القصصية دليلة
أكتب إليك بعد سنة من الغياب...سعيد لأنني تجاوزت المحنة ... كانت الظروف أقوي من مشاعرنا أو هكذا طمئنا قلوبنا لنستسلم .. وسعيد أكثر لأن قلمي قد تجاوز المحنة هو الآخر .. سنة كاملة مرت علي سنوات .. قضيت أول شهور فيها كالسجين في أول أيامه بالسجن ... فقدت شهيتي علي الأكل وفقدت الكثير من الوزن .. حتي القميص الذي أهديته لي لم يعد يلائم جسدي ... علقته بدولابي أنظر إليه كل مرة أفتح دولابي لأختار شئ لأرتديه ... سجين داخل قلبي ... سجين داخل جسدي ... حتي قلمي هو أيضا فقد شهيته علي الكتابة .. لم أعد أطيق أن أمسكه .... وهو أيضا لم يعد يطيقني ... يستعصي علي كلما حاولت أكتب فيتعثر ... إعتزلت الناس فلم أعد أخرج إلا القليل لضرورياتي فقط ...شهور كثيرة مرت كنت فيها مريض بلا مرض ..حتي ظن البعض بي لبس أو درب من الجنون..
ببعد عن كل مكان...
رحته و لو مرة معاك
واهرب من أقرب ناس...
يعرفوا قصتي وياك
وبغيّر أي كلام بيجيب سيرة لذكراك
رويدا رويدا بدءت التعود ...علي كل شئ ..علي أيامي التي أصبحت كلها واحدة ... بلا جديد يذكر أصحو لأنام وأنام لأصحو...أقلب بين ملابسي لأجد كتبا قديمة اشتريتها ولم أقرأها ..أخرجتها جميعا وبدأت أقرأ ... كانت هذه المدة بمثابة هدنه بيني وبين روحي ... تغير فيها كل شئ ... لكن قلمي لا يزال في سخطه علي ... إستعدت شهيتي جزئيا .. تغيرت طلباتي في الأكل ... أصبحت أضع الكثير من التوابل علي عكس عادتي لعلي أستسيغ الطعام ... تغيرت الكتب اللي أقرأها فبعد أن كنت أقرأ في السياسة والتاريخ وجدتني أقرأ في الأدب والرواية ... قرأت مائة عام من العزلة , رجال من الزهرة ونساء من المريخ, الأسود يليق بك ... في بادئ الأمر كنت أقرأ بلا تركيز أقلب الصفحات كأنها بيضاء ... حتي الموسيقي صرت أستئنس لصوت عبير نعمه فقط ..نعم أعشق صوتها ولكن أرجوك لا تضحكي سيدتي لو علمتي ربما لأن إسمها يوافق إسمك..
واتغيّرت شوية شوية..
اتغيّرت ومش بإيديا
وبديت أطوي حنيني إليك....
وأكره ضعفي وصبري عليك
واخترت ابعد .. وعرفت أعند ...
حتى الهجر قدرت عليه
تمر الأيام متوالية ...أحسست بأنني أفضل ... إستعدت الكثير من وزني ... حاولت الإمساك بقلمي لأكتب فأفشل وأعود ثانية ...أحاول فيتعثر مني ...لكنه عندما تيقن أنني نسيت لم يستعص علي ...حتي كان اليوم أمسكت به فلم يتمنع ...لأكتب إليك ..أعلم أن كلماتي لن تصلك ولن تقرئيها لكنني فقط أردت أن افضفض إليك كعادتنا فيما مضي ... لقد كان قلمي واهما عندما تخيل أنني نسيت ..فلو كنت نسيت لحظة لما كنت أكتب إليك الآن.. أكتب إليك مرتديا القميص الذي أهديته لي ..
.
سِبتك ومفيش حد في عمري....
يشغل عنك قلبي وفكري
سِبتك من غير حتى ما أفكّر...
حقدر أسيبك أو مش حأقدر
انا مش هقدر انا مش هقدر
#A_H_G
#دكتور_احمد_حسن_جمعه
#قصص_مسموعة
#أدب