زقاق أبو قردان #قصص_مسموعة دكتور احمد حسن جمعه
قصة قصيرة من المجموعة القصصية دليلة

كان كل شئ هادئا كعادة كل يوم في تلك الجهة النائية من القريه سوي بضع اصوات لاطفال ربطوا حبلا حول جذع شجرة النبق العجوز ..يلهون ويتارجحون ويلتقطون ما سقط من ثمارها..

خرج الطائر من عشه في رحله البحث عن طعام لصغاره خلف محاريث الجرارات وفي الاراضي الزراعيه التي تروي..كان في رحله العوده الطويله يكاد يسمع صوت صغاره تتضور جوعا...يشرد مفكرا في صغاره فيبطئ في التحليق ليتخلف عن رفقائه... يلتقط ببصره افرد سربه فيسرع في الطيران وعندما شارف علي عشه كان هناك ما لا يبشر بخير..

كان الدخان يتصاعد من كل صوب وكانت النار قد غطت علي المشهد وغطت حمرتها علي حمرة المغيب...

حاول الاقتراب لكنه لم يستطع كان الدخان يغطي كل شئ...وكانت النار تعانق عناا ن السماء وصوتها يغطي علي اصوات الطيور ..صريخ النساء ..بكاء الرجال ..تكبيرهم وصوت سيارات الاسعاف والمطافئ...

وقف علي غصن بعيد محاولا الطيران والاقتراب من عشه وفي كل مرة كان يفشل فيعود الي غصن اخر ...ظل طوال ليلته علي هذه الحاله...مع انوار الفجر كانت الطائرات تحلق فوق راسه محاوله اطفاء ما تبقي ومالم تستطع النيران ان تمحو اثاره..لم يكترث لصوتها ولم يزعجه كعادته فلم يطير ..

كان ينظر الي المكان مستعيدا عمره الذي قضاه بين ارجائه..لم يلتفت حتي لكلام الرجال اصحاب الكرافاتات و المتابعين لعمليات الاطفاء ..يتحدثون عن جدب الشجر وانه غير مثمر ...لم يكن الشجر يعني له طرحا او ثمرا كان يعني له الكثير...بيت وذكريات واشياء كثيره ربما لا يعيها هؤلاء البشر بنظرتهم الماديه البحته...

اقتربت الشمس من المغيب واقترب من الشجره التي يقف عليها الطائر رجلا يحمل منشارا كبيره يقطع بها الشجره لم يكترث في بادئ الامر وعندما احس الجذع تهتز وتكاد تسقط ايقن انه يجب عليه الرحيل ...ترك جناحيه مفتوحتين يحمله الهواء ...نظر خلفه القي نظره علي اطلال القريه ثم ذهب ..ذهب بلا رجعه
(24 ساعه تمحو التاريخ)
#دكتور_احمد_حسن_جمعه
#قصص_مسموعة
#أدب
#دليلة
#قصة_قصيرة
#زقاق_أبو_القردان
#الراشده
#A_H_G
قناتي علي اليوتيوب