سوريا (بلدة الغوطة) #قصص_مسموعة //دكتور احمد حسن جمعه
قصة للكاتب الدكتور احمد حسن جمعه
من المجموعة القصصية #دليلة
كان المسرح كله في هدوء شديد سوي بعض مداعبات الفرقه الموسيقيه لالاتها استعدادا للبدء...صوت اقدام صغيره علي درجات السلم لطفل من سوريا اسمه زياد امونه...تتنهد لجنه التحكيم في كراسيها والتي تعطي ضهرها لذلك الطفل في محاوله للتركيز علي الصوت فقط , بينما تداعب المغنيه المشهوره لجارها في لجنه التحكيم بلهجه لبنانيه الجذور "شكله طفل زغييير" ينظر الطفل لقائد الفرقه الموسيقيه والذي يهز راسه ثم يبدء في العد تنازليا من اربعه الي واحد بينما علي الجانب الاخر كان نفس العد تنازليا ايضا لنقل طفله صغيره من حامله سياره الاسعاف الي سرير المستشفي في محاوله لعدم تحريك اشلائها واطرافها شبه المبتوره...بدءت الفرقه الموسيقيه بالعزف ..يهز ذلك المغني راسه طربا بعد ان عرف الاغنيه التي سيشدوا بها ذلك الطفل الصغير متمتا باسم الاغنيه واسم صاحبها المطرب الكبير الراحل..كان الفريق الطبي قد وضع الوصلات علي المتبقي من جسد تلك الطفله وارتفع صوت المونيتور بعد ان التقط محاولات اخيره لقلب الطفله للبقاء وللابقاء علي حياتها...بدء الطفل بالغناء يا ورده الحب الصافي وقفت المغنيه الشهيره تتمايل علي نغمات الموسيقي وصوت الطفل يعلو تسلم ايدين اللي سقاكي ااااااه بينما علي الجانب الاخر كانت هذه ال ااااه هيا اخر ما تفوهت به الطفله قبل ان تغمض عينيها ويتوقف قلبها عن النبض .. كان الفريق الطبي يستعد لاعطاء قلب الطفله صدمه كهربيه بعد فشل محاولات الانعاش القلبي الكل ابتعد عن السرير..كان القيصر او كما يحلو لمتابعيه وعشاقه يجلس مدندنا بكلمات الاغنيه واضعا يده علي الزر امامه ..وضع الطبيب المجسات علي صدر الطفله وضغط ايضا علي الزر ضغطه انتفض لها جسدها الصغير او ما تبقي منه بعدها جلس الجميع يحدق ف المونيتور في انتظار اي اشاره من قلب الطفله الصغير كان الجميع مترقبا وكان اكثرهم الاب الملكوم ...كان والد الطفل زياد ووالدته في غرفه زجاجيه صغيره يتوسلون ان تضغط النجمه الشهيره ايضا علي الزر والتي استجابت بدورها لصوت الصغير في اللحظه اللتي اطلق فيها الطبيب ثاني صدماته الكهربيه في محاولات بائسه لاستعاده الطفله...لم يتبق سوي محاوله اخيره بجرعه اكبر قالها الطبيب ولم يسمعها الاب اصلا ولم يفهمها تخدلت اطرافه وعقله ولم تعد قدماه قادرتان علي ان تحملاه ...ضغط النجم الشهير علي الزر في اللحظه التي اطلق فيها الطبيب شحنه الجهاز في جسد الطفله وحدق الجميع في المونيتور لكن بلا جدوي ....ينحني الطفل الصغير محييا الجمهور بينما قدما الاب خانتاه فسقط علي جسد طفلته منحنيا دون ان ينطق بكلمه مودعا اياها اخر من تبقي من اسرته بعد استشهاد زوجته وطفله الاكبر في القصف الجوي الاخير
#دكتور_احمد_حسن_جمعه
#قصص_مسموعة
#قصص_قصيرة
#روايات_مسموعة
#أدب