دليلة #قصص_مسموعة
قصة للكاتب الدكتور أحمد حسن جمعه
من المجموعة القصصية دليلة
كانت أذناه تلتقط صوتها.. صوت بكائها.. عرف منه أنها أنثي.. حملوها إليه من غرفة
الولادة ...صوتها يقترب يكاد قلبه أن ينخلع.. طمأنوه أن زوجته بصحة جيدة.
الصوت يقترب أكثر.. كان يتمايل طربا لصوتها كتمايل صوفي في حاله وجد.. ينفتح الباب
لتضعها الممرضة علي يديه.. يسري الأدرينالين في جسده.. ترتعش يداه.
يترك عصاه؛ "دليلة" في الطريق.. يتحسس وجهها.. تلتقط أصابعه ملامحها.. نفس ملامح
أمها..نفس الذقن.. الحواجب.. ملمس الشعر.. يتحسس فمها فتلقم إصبعه لترضعه، يرتعش كأنه درويش.. تدمع عيناه.. يرفع نظارته السوداء ليجفف دمعه.. يمسك يدها فتلف أصابعها
حول إصبعه.. كان ساعتها منتشيا مخدرا.. عبر الطريق إلي المسجد بدون دليل.
وبعد أن تعلمت المشي والكلام.. وضع عصاه في المسجد لكي يستند عليها من يحتاجها..
التفت أصابعها حول إصبعه.. تقوده إلي المسجد كل صلاة.. يتسامران طول الطريق يتبادلان
النكات والضحكات.. تنتظره أن يتم صلاته ثم ينطلقا عائدين للمنزل.
لكنها هذه المرة كانت تمسك يده تطبق عليها.. تمسك طرف فستانها الأبيض بيمناها بينما
اليسرى تداعب كف يده وأصابعه.. ظلا صامتين طول الطريق علي عكس عادتهما.. حتى
وصلا المسجد دخلت معه هذه المرة.
كان يردد خلف المأذون بلا وعي.. انطلقت الزغاريد من خارج المسجد.. عانقها وتحسس
وجهها مسح بأصابعه دموعها ثم رفع نظارته ليمسح دموعه ...تحسس الحائط ليجد عصاه
في مكانها منذ تركها.. عانق الجميع.. .ثم انصرف
#دكتور_احمد_حسن_جمعه
#قصص_مسموعة
#ادب
#دليلة
#أوديوهات
#روايات_مسموعة