المحاضرة الأولى ( قيمة الزمن في عالم رحم الأم ) ( أهمية مرحلة الحمل ) ضمن سلسلة محاضرات تربية الطفل قبل الزولادة
عند الحديث عن التربية عموما وتربية الاطفال الصغار خصوصا ، أول ما يتبادر إلى أذهان المربين من آباء وأمهات ومعلمين ومعلمات ، حياة الانسان بعد ولادته ، في طفولته المبكرة وأثناء دخوله الروضة والمدرسة وما إلى ذلك ، ويغفل الكثير من المربين عن أعظم مرحلة نمائية حرجة في حياة كل إنسان على الاطلاق إلا وهي مرحلة التكوين مرحلة الحمل التي يبدأ بها الانسان حياته بنطفة لا نكاد نراها الا باستخدام المجهر ما تلبث إلا وأن تتضاعف ملايين من المرات ليتكون منها جسد الانسان بكل أعضاءه التي سيعيش بها مدة حياته كاملة ، ويظن الاباء والامهات أن هذه المرحلة خارجه عن تدخلاتهم و تحكمهم وهذا الاعتقاد للأسف مع ما يرافقه من نقص في المعرفة والوعي بأهمية هذه المرحلة وما تستطيع أن تقدمه كل أم لطفلها في هذه المرحلة ، أدى إلى ولادة أطفال يعانون من مشكلات وتشوهات وإضطرابات أثرت على سير حياتهم بالكامل وكلفت العديد من الامهات والآباء المتاعب النفسية والمادية والعاطفية في تلبية الاحتياجات التربوية والتأهيلية والصحية لهؤلاء الاطفال على مدار حياتهم عدى عن أن فقدان أو موت العديد من الاجنة قبل اكتمال نموهم وتعرض العديد من الامهات لحالات الاجهاض أو متاعب الحمل والولادة.
والمقصود بمفهوم المرحلة النمائية الحرجة (( اي أنها مرحلة قصيرة من عمر الانسان تحدث بها تغيرات عملاقة تؤثر بنمو وتطور الانسان صحيا وجسديا ونفسيا مدة بقية حياته سلبا أم إيجابا )) ،
وفي مسيرة ما يزيد عن العشرون عاما من خلال عملي في إدارة المشاريع التأهيلية كنت حريص على أن تكون بداية الاستقبال لكل أسرة لعمل دراسة الحالة من خلالي ، وقد دونت ووثقت العديد من الاحداث والقصص التي تروي العديد من الاسباب والعوامل المرتبطة بالاصابات والاعاقات التي تعرض لها أطفال الامهات اللواتي قابلتهن ووجدت أن العديد من عوامل الخطر التي تعرضت لها هذه الامهات كان من الممكن تفاديها لو امتلكت الامهات المعلومات الهامة المرتبطة باحتياجات الجنين أثناء مرحلة الحمل به .
وكثيرا كا كنت أطرح الاسئلة على الامهات لماذا لم يتم التوعية حول موضوع الخطر الذي تعرضتي له من قبل الطبيبة المشرفة ، وكثيرا ما كانت الاجابة بأن الطبيبة لا وقت لديها فهناك من بنتظرون دورهم من الامهات الاخريات خارج العيادة.
لذلك أدركت مدى الحاجة لهذه السلسلة من المحاضرات القصيرة التي سنستهدف من خلالها بعون الله توعية الامهات والآباء بهذه المرحلة العملاقة من تطور الانسان وما يمكن لكل أم وأب أن يقدموه لطفلهم قبل ولادته ، وحرصت من خلالها إن شاء الله ليس تقديم المعلومات فقتط بل بناء القناعات عند الامهات حول أهم عوامل الخطر تفاديها اقتناعا وعلما وأهم ما يمكن لكل أم أن توفره لجنينها في أعظم مرحلة في حياته على الاطفلاق لكي تسعد بولادة طفل سليم لا يعاني من أي مشكلات بعد ولادته بتوفيق الله أولا ثم باتخاذ كل الاسباب الممكنة.
لذلك أدعوا الله سبحانه وتعالى أن أوفق في الدخول لقلب كل أم وأب لإقناعهم بأهمية دورهم وما يمكنهم تقديمه من خلال ما سأقدمه من خلال هذه المحاضرات ، وأأكد بأنني من خلال هذه المحاضرات لا أقدم الضمانات ولكن أقدم المعلومات والقناعات التي تؤكدها البحوث والدراسات والقصص التي مرة علي خلال مسيرتي المهنية حتى لا تتكرر مع أي أم تتابع هذه المحاضرات فالوقاية أولا وأخيرا بتوفيق الله وحده.