هذه محاضرة مهمة من سلسلة حلقات تدريب اللغة الوظيفية (Functional Communication Training (FCT عند أطفال التوحد وعلاج مشكلاتها وهي تتناول بعد هام جدا من أبعاد اللغة الوظيفية عند الأطفال عموما وذوي الإعاقة خصوصا وبتحديد أكبر عند أطفال التوحد بشكل خاص بسبب معاناتهم من مظاهر المزاجية الحادة جدا والتي تعيق عليهم استخدام هذا البعد الهام جدا من أبعاد اللغة الوظيفية، فقد نجحنا بفضل الله من مساعدة العديد من أطفال التوحد على استخدام اللغة الوظيفية للحصول على معززات محببة جدا يتم استثارتهم بها ، بحيث يتم اشتراط الكلام للحصول على المثيرات المحببة مستخدمين أساليب متعددة أهمها أسلوب التعزيز التفاضلي للسلوك البديل عن السلوك الغير لغوي وأسلوب الإطفاء للسلوك الغير لغوي ونمذجة الأداء المطلوب من قبل طفل آخر وهذه تصنف ضمن اللغة الوظيفية المحكومة بالتعزيز الإيجابي أي التي يمارسها الطفل للحصول على المثيرات المحببة.
ولكن بقيت شكوى أساسية للعديد من أسر أطفال التوحد بأن إبنهم أحيانا يكون متوتر جدا ويبكي ويصرخ وأحيانا يعتدي على نفسه أو الأشياء المحيطة ولا نعرف سبب ذلك ونضطر مع هذا التوتر أن نجرب معه كل المثيرات المحيطة لتهدئته وأحيانا ننجح وأحيانا نفشل .
ومن خلال تحليل العديد من الحالات وجدنا أن العديد من أطفال التوحد عندما يتألم من مثير معين على جسده أو يتضايق من مثير معين في محيطه فإن توتره وعصبيته الزائده تمنعه من محاولة التعبير اللفظي عن مكان الألم أو الضيق ،،،،، وهذا المثال إنطبق على قصتنا في هذه الحلقة مع الطفل زين حيث تم تشكيل هذا البعد الهام من أبعاد اللغة عند هذا الطفل والتي أدت إلى مساعدة الطفل على تخطي العديد من مشكلات المزاجية والسلوكات النمطية المزعجة جدا للأسرة والتي كان يستخدمها كأساليب تعبير بدلا من السلوكات اللغوية التعبيرية الوظيفية .

هذا البعد من أبعاد اللغة يندرج في التحليل الوظيفي للسلوك وفقا لمنهجية ال ABA باللغة المحكومة بالتعزيز السلبي أي اللغة التي يمارسها الطفل للتعبير عن الألم أو أي مثير بغيض يضايقة ، ونحن ببساطه وبتكرار مكثف استثرنا الطفل بالعديد من المثيرات البغيضة دون إيذاء وساعدنا الطفل على التعبير اللفظي عنها للتخلص من المثير البغيض بدلا من السلوكات النمطية وسلوكات المزاجية الحادة من صراخ وبكاء وعدوان على الذات حتى ثبتت عنده وعمم استخدامها مستخدمين أساليب DRA وأسلوب الإطفاء Extinction وأسلوب النمذجة .
وبفضل الله كان لها أثر كبير جدا في مساعدة الطفل على تخطي أهم مظهر من مظاهر التوحد وهو المزاجية الحادة والعديد من أشكال السلوك النمطي غير اللفظي.