M3aarf Telegram

ملخص رواية أذكار الموت | في دهاليز القتل والكتابة

كتابة : حسن الجندي

رواية أذكار الموت من تأليف حسن الجندي، يقدم قصة قاتل متسلسل من منظور مزدوج، يمزج بين الخيال الأدبي والتحليل النفسي، ويعيد صياغة النهاية من جديد في سرد بوليسي يتحدى القارئ حتى السطر الأخير.


ملخص الكتاب

ملخص رواية أذكار الموت للكاتب حسن الجندي، هل يمكن أن تكون آخر كلمات كاتب ما هي نفسها نهاية ضحاياه؟ وهل يستطيع القاتل أن يختبئ داخل الورق بينما يتتبع خطوات الموت من دون أن يُكتشف؟ رواية أذكار الموت للكاتب حسن الجندي، تنقلك إلى هذا العالم الملتبس بين الإبداع والجرم، بين الورقة والسكين، حيث يتقاطع خيال الكاتب مع واقع قاتل متسلسل.

تبدأ رواية أذكار الموت بجملة صادمة تختصر كل ما سيأتي: "كل أمنيتي هو أن أكتب نهاية القصة قبل أن تُكتب نهايتي"، هنا نلتقي بداوود حسن داوود، كاتب موهوب يعاني من مرض عضال وهو سرطان المخ. لكنه لا يستسلم، بل يقرر أن تكون آخر أعماله رواية عن قاتل متسلسل يمتلك دراية عميقة بعلم الجريمة، ويتلاعب بمسرح الأحداث ليضلل المحققين. ما لا يخبرك به الراوي في البداية أن اللعبة أوسع مما تتخيل، وأن الكاتب ذاته جزء من تلك الفوضى الدموية.

ما يميز رواية أذكار الموت هو أنها تنقسم بشكل ذكي إلى نصفين مختلفين. في النصف الأول نتتبع القصة من وجهة نظر داوود بصيغة "الراوي المتكلم"، حيث يبدو كل شيء تحت سيطرته، كأن القلم وحده قادر على إعادة ترتيب الفوضى. لكنه يموت كما توقع القارئ منذ البداية، فإما أن المرض يخطفه، أو أن القاتل الذي يحاول فهمه أقرب مما يظن.

ثم تبدأ المفاجأة! النصف الثاني من رواية أذكار الموت يُروى بصيغة "الراوي العليم"، ليكشف الأكاذيب التي غطت الجزء الأول. نكتشف كيف خدعنا داوود، وكيف ارتبك المشهد الذي بدا مرتبًا، وهنا تكمن براعة حسن الجندي، حين يستغل بنية الرواية ذاتها ليجعل القارئ يعيد تقييم كل ما قرأه.

رغم بداياتها المتسارعة التي ربما خالطها بعض الملل، تنجح رواية أذكار الموت في خلق تحول سردي كبير. فالقارئ الذي شعر في البداية بتكرار أو ضعف في الإيقاع، يجد نفسه فجأة أمام انعطافة أدبية تثير الدهشة. الكاتب الذي ظنه القارئ في تكرار أسلوبه القديم، يفاجئنا بتجربة روائية جديدة تجمع بين السرد البوليسي والنفسي والميتاسرد.

بعيدًا عن أساليب حسن الجندي المعهودة، تأتي النهاية في هذه الرواية أخيرًا على مستوى التوقعات. لا تتركك معلّقًا في فجوة مفتوحة، بل تقدم لك مشهدًا ختاميًا متماسكًا دون أن تفقد عنصر الغموض. لعلها من المرات النادرة التي يُنهي فيها الجندي عملًا بذات القوة التي بدأه بها.

أما على مستوى الأسلوب، فإن رواية أذكار الموت تمثل انعكاسًا واضحًا لتطور الكاتب. فبين سطورها تجد ملامح من أعماله السابقة مثل "نصف ميت" و"الجزار"، لكن برؤية أكثر نضجًا وحرفية. هي رواية قاتمة تسير بك في دهاليز القتل، ولكنها أيضًا مرآة لمأساة إنسان يحاول أن يكتب قبل أن يُمحى.

لا تُشبه رواية أذكار الموت الأعمال البوليسية التقليدية، بل تنتمي إلى صنف الروايات النفسية التي تتسلل إلى داخلك بهدوء قبل أن تطعنك بمفاجآتها. هي رواية عن الموت، لكنها أيضًا عن الحياة الأخيرة لكاتب يعرف أنه على حافة النهاية.

اللغة الموجعة، والتلاعب بالبنية السردية، وتوظيف الشخصيات كأدوات لإعادة تشكيل الحقيقة، كلها جعلت من رواية أذكار الموت عملًا يستحق أن يُقرأ، ويُعاد تأمله، وإن كنت من عشاق التشويق المظلم، ستجد في هذا النص روحًا مشحونة بالألم والذكاء.

 

إذا أردت إثراء حصيلتك المعرفية والأدبية بإمكانك الاطلاع على الروايات الآتية:

ملخص رواية مدينة الموتى من تأليف الكاتب حسن الجندي

رواية في حضرة الجان من تأليف الكاتب حسن الجندي

رواية المرتد من تأليف الكاتب حسن الجندي