M3aarf Telegram

ملخص كتاب الصرخة | سيرة منقوشة على أنقاض الألم

كتابة : رضوى عاشور

كتاب الصرخة من تأليف رضوى عاشور هو عمل سيري يمزج بين الألم الشخصي والهمّ الوطني في صياغة أدبية فريدة، قراءة تستعرض مقاومة المرض والثورة والهوية، يكشف الكتاب عالمًا نابضًا بالصدق.


ملخص الكتاب

ملخص كتاب الصرخة للكاتبة رضوى عاشور، هذا الكتاب زفرة من الروح الأخيرة لامرأة تأبى أن تموت دون أن تقول كل ما في قلبها، من الصفحة الأولى، يدرك القارئ أنه أمام وداع طويل مكتوب بحبر الألم والصدق النادر، كتاب الصرخة هو العدو الحقيقي للنسيان، إذ تنتزع فيه رضوى عاشور صوتها من بين قبضة المرض، لتقول كلمتها الأخيرة في الحياة، في الوطن، في الحب، وفي الثورة.

ليس غريبًا أن يكون كتاب الصرخة هو العدو لكل محاولات التجميل أو التزويق، إذ تكتب رضوى ما تراه بعينها، لا ما يرغب الآخرون في سماعه، تكتب عن مصر كما لو كانت ابنتها التي تهيم بها حبًا، والتي تؤلمها خيباتها أكثر مما يؤلمها الورم الخبيث في دماغها، مصر في هذا العمل ليست خلفية، بل بطلة أخرى موازية للمؤلفة، تسير معها جنبًا إلى جنب بين قاعات المستشفيات وساحات الميادين.

هل يمكن لسيدة في أواخر صراعها مع السرطان أن تنتج نصًا بهذا النضج؟ إن كتاب الصرخة ينسف كل الصور النمطية عن الضعف في لحظات الاحتضار، ما كتبته رضوى في فترات متقطعة بين جلسات العلاج يبدو أقوى من نصوص كُتبت في أرغد الظروف، من تعب؟ المرض أم السيدة؟ الحقيقة أن رضوى أرهقت الموت نفسه، كتبت حتى آخر قطرة من زمنها، كأنها تقول: "لن أسمح لك أن تسرق صوتي".

 

رضوى .. وحكايات الوطن التائه!

في ثنايا كتاب الصرخة نشهد صورة حية لإنسانة تحتضن الوطن كما تحتضن حفيداتها، تكتب عن طلاب الجامعات كأنهم أولادها، وتستعيد تفاصيل الثورة كما لو أنها يومياتها الخاصة، تسجل وجوه الشهداء وتهتف معهم من بعيد، تحكي عن الجوع للحرية أكثر مما تحكي عن آلامها الجسدية، كتاب الصرخة هو العدو الذي يحاول أن يُخرس صوتها، لكنها تتحداه.

تُعجبك البساطة في السرد؟ هنا البساطة ممزوجة بالدهشة، في فصلٍ بعنوان "أربع نساء"، تتحدث عن خمس، تضحك على العنوان ولا تغيره ثم تضيف فصلاً عن رجال في حياتها لتوازن الصورة، لكنها تتحدث عن جدتها بدلًا منهم، ثم تتبع الفصول بأخرى فارغة، عن عمد أو عن عجز، فالفصل الثالث عشر مثلاً غائب، والفصول الأخيرة نُسيت عن قصد الحياة أو أُقصيت بفعل الموت، تركها مريد وتميم كما هي، فهل نحن أمام نص ناقص؟ لا، بل أمام نصٍّ كامل لأنه يقول الحقيقة كلها، بما فيها الصمت.

تصل للفصل الأخير فتطالعك محاولات تميم للنجاة، تحركاته الجنونية بحثًا عن أمل، ورضوى تراقبه بحب الأم وبصيرة الحكيم، تقول إنها تود العودة للتدخين، فيوافق الطبيب، أهو تصريح بأن النهاية قريبة؟ نعم، لكنها تقولها كما لو كانت تقول: أريد أن أعيش على طريقتي، حتى الرمق الأخير.

ومع ذلك فعند تحميل كتاب الصرخة pdf ستجد أنه لا يخلو من الأمل، الصفحة الأخيرة تحكي عن "سبوع بهيّة" واحتفال بالحياة وسط الخراب، ثلاث طفلات وُلدن وأرضعتهن نوارة نجم ليصبحن أخواتٍ في الرضاع، هكذا تختم رضوى كتابها الأخير بالحب وبأغنية للحياة.

حين تصل الحاشية التي تخبرك أن الملف الأخير حُفظ في السابع من سبتمبر 2014، تعرف أن الكاتبة توقفت عن الكتابة فقط حين توقفت يدها عن النبض، أما صوتها فقد ظل يصرخ فينا: لا تصمتوا، ولهذا فإن كتاب الصرخة هو العدو لكل من يحاول أن يجعل الموت نهاية الحكاية.

 

إذا أردت إثراء حصيلتك المعرفية والأدبية بإمكانك الاطلاع على الروايات الآتية:

رواية الطنطورية تأليف الكاتبة رضوى عاشور

رواية ثلاثية غرناطة تأليف رضوى عاشور