M3aarf Telegram

ملخص رواية غداء في بيت الطباخة | صمت الحرب يتكلم من المائدة

كتابة : محمد الفخراني

رواية غداء في بيت الطباخة من تأليف محمد الفخراني، رواية حائزة على جائزة معرض القاهرة الدولي للكتاب، تتناول الحرب بوصفها خلفية فلسفية لإنسانية ممزقة، حيث يتلاقى جندي وطباخ في خندقٍ ليطبخا الصداقة والاعتراف.


ملخص الكتاب

ملخص رواية غداء في بيت الطباخة للكاتب محمد الفخراني، من خندقٍ مظلم في ساحة حرب تلتهم الأخضر واليابس بدأ صدى الانفجارات يظهر من خلف الجدران، وأشلاء الجنود فوق الأرض، لكن تحت هذه المظلة الحديدية يولد ما لا يمكن توقعه لقاء بين جنديين، أحدهما كان معلّم تاريخ والآخر طباخًا جمعتهما صدفة الحرب ووحشة العزلة فهل يمكن لصداقة أن تزهر في قلب الجحيم؟

حوارات الرواية ليست تقليدية هي فلسفة تتنفس يسأل الطباخ: «هل يمكن للحرب أن تطبخ الإنسان من الداخل؟» ويرد المعلم بصوتٍ هادئ: «الحرب لا تطبخ بل تحرق» في هذه اللحظة تخرج رواية غداء في بيت الطباخة عن حدود المكان، وتدخل في طبقات النفس.

رغم ضيق المساحة الزمنية والمكانية، فإن الرواية تمتلئ بالأسئلة ما هو المعنى الحقيقي للعدو؟ وهل يمكن أن يتحول الغريب إلى مرآة نرى فيها ذواتنا؟ عبر حوار مطوّل بين الطرفين، تتكشّف أبعاد الحرب لا فقط كحدث، بل ككابوس يعيد تشكيل البشر وهنا تتجلّى عبقرية رواية غداء في بيت الطباخة حين تجعل من لحظة استراحة وجبة، مشهدًا يتحول إلى اعتراف جماعي.

الفخراني لا يكتب عن حربٍ بعينها بل يكتب عن الحرب كظلّ دائم في التاريخ الإنساني لا يحدد اسم العدو ولا طبيعة النزاع لأنه يعلم أن الحرب تسكن كل الأزمنة يقول السارد: «الحرب لا تحتاج إلى اسم فهي تعرفنا قبل أن نعرفها» وبهذا التعميم الفلسفي تكتسب رواية غداء في بيت الطباخة طابعًا شموليًا إنسانيًا، يجعلها أكبر من حدود الجغرافيا.

تنمو العلاقة بين الطباخ والمعلم بهدوء يتشاركان فتات الخبز يقترح المعلم أن يشرح للطباخ درسًا في التاريخ لكن الطباخ يقاطعه: «أعلّمني أن أطبخ السلام فهو درس لم نتقنه بعد» يا ترى هل كان الخبز في تلك اللحظة مجرد طعام؟ أم أنه رمزٌ لما يمكن أن يجمع البشر رغم الدم؟

في لحظة ذروة، تبدأ قذائف جديدة في السقوط يرتجف الخندق يصرخ أحدهما: «إنها النهاية!» لكن الآخر يبتسم قائلًا: «بل هي البداية» هنا تصل رواية غداء في بيت الطباخة إلى ذروتها النفسية حين يصبح البقاء فعلًا من أفعال الحب وحين تتحول لحظة الغداء إلى شهادة حياة.

الرواية لا تقدم خلاصًا بسيطًا بل تترك القارئ معلّقًا في منتصف السؤال ماذا يحدث بعد الحرب؟ وهل يعود الإنسان هو ذاته بعد أن تلامسه النار؟ الإجابة ليست جاهزة لكن المؤلف يترك أثرًا يقول: من نجا من الحرب، لا يعود سالمًا بل مختلفًا في هذه المسافة بين الحياة والموت ترقص الرواية على حافة الحقيقة.

تختتم رواية غداء في بيت الطباخة بصوتٍ داخلي للطباخ يقول: «أنا لم أعد أحب اللحم كلما نظرت إليه، تذكرت وجه صديقي الذي رحل» جملة واحدة تكتنز كل الفجيعة كل الحكاية كل التحول كل حربٍ تخلف وراءها وصفة، لكن وصفة هذه الرواية كانت ممزوجة بالدمع والخبز والذاكرة.

 

إذا أردت إثراء حصيلتك المعرفية والأدبية بإمكانك الاطلاع على الروايات الآتية:

رواية وحدها شجرة الرمان للكاتب سنان أنطون

رواية ترنيمة سلام من تأليف الكاتب أحمد عبد المجيد