للتواصل معنا
كتاب كليلة ودمنة تأليف الفيلسوف الهندي بيدبا وترجمة ابن المقفع، يروي هذا الكتاب القواعد الهامة التي يجب أن يسير عليها الملوك والأمراء لعهد حكم ذات مقاليد قوية ومتزنة، جاء في الكتاب الكثير من النصائح والقواعد والإرشادات والحكم والعبر بأسلوب مرن وبسيط في روايات على ألسنة الحيوانات، قُسم الكتاب إلى 15 باباً وكتبى في الأصل باللغة الفهلوية ثم ترجم إلى العديد من اللغات آخرها اللغة العربية على يد ابن المقفع حيث وقع الكتاب في يده بعد الفتح العربي الإسلامي.
الأبرز في كتاب كليلة ودمنة تعدد المقدمات الخاصة به؛ حيث يحتوي على 3 مقدمات لكلاً منهما قصة وحكاية مختلفة فكلما جاء أحدهم وأضاف بالكتاب قرر إضافة مقدّمة خاصة به، فالمقدمة الأولى توضح ما وراء تأليف الكتاب والأحداث الجارية وقتها سواء كانت سياسية أم اقتصادية، والثانية تصف كيف كانت رحلة الطبيب برزويه إلى الهند للحصول على عشبة الخلد التي طلبها منه لذهب ويعود له بالكتاب الذي به أسرار الحكم للامراء الثلاث، أما المقدمة الثالثة فهي تروي لنا سيرة الطبيب تقديراً له، أما الرابعة أضافها ابن المقفع لإبراز أهمية الكتاب وضع ابن المقفع في بداية كتاب كليلة ودمنة عناصر الخطاب الأساسية كما أبرز الغرض الأساسي الذي يرغب المؤلف في توصيله من خلال ذلك الكتاب والذي ستتعرف عليه لاحقاً.
ملخص الباب الأول من الكتاب وهو باب الأسد والثور، يحكي المؤلف قصة دمنة وهو محتال قرر إفساد العلاقة بين الأسد والثور إلى أن أصبحت عداوة؛ وانتهت القصة بمحاكمة دمنة جزاء النميمة والإيقاع والفتنة، في تلك القصة نصيحة هامة حيث يوضح الكتاب ضرورة اختيار الأصدقاء المقربين خاصة للملوك وأصحاب المناصب، واستخدام الحكمة والعقل عند الاصغاء لهم وكيفية فلترة حديثهم الذي يمكن أن يحدث فتنة، أما الباب الثاني من كتاب كليلة ودمنة وهو البوم والغربان من خلال ذلك الباب استطاع الكاتب أن يوضح استراتيجية السياسة الخارجية وعلاقات الملوك بالأمم المختلفة وكيفية التعامل مع العدو مشيراً له "الغربان والبوم"، تلك هم أهم أبواب الكتاب التي يمكن ذكرها.
تميز الكتاب بخصائص فريدة جعلته مميز للغاية ولم تتاثر تلك الخصائص بالترجمة لأكثر من لغة بل برزت في كل لغة على حدا وكأنها اللغة الاصلية، أهم الخصائص تتمثل في الحوار الذي كان واضح وسلس بين الشخصيات بالرغم من اختيار الكاتب شخصيات خيالية وهم الحيوانات؛ بالإضافة إلى التفاعل والتشويق على مدار كتاب كليلة ودمنة دون ملل، تنوع الراوي في صيغ الخطاب موضحاً الرموز والرسائل التي تدور على ألسنة الحيوانات ومضمونها بشكل مرن ولكنه مغطى يجعل الكاتب مشوق في كل صفحة تجاه قضية اجتماعية أو سياسية ما بعيداً عن اللهجة التقليدية التي تستخدم في مثل تلك المواضيع، أما عن الكتاب في نسخته العربية فقد أبدع ابن المقفع في ترجمته وأضاف له خصائص لم تكن توجد، حيث نجد كتاب كليلة ودمنة متاثراً بالثقافة والهوية الإسلامية في تلك النسخة بالإضافة إلى الامتثال إلى الحكم العربية الموضحة للمعنى والأمثال والأقوال المأثورة مما جعله كتاب حي بيننا إلى الآن.