M3aarf Telegram

ملخص رواية أبناء حورة | الأسطورة في زمن ما بعد الوباء

كتابة : عبد الرحيم كمال

كتاب أبناء حورة من تأليف عبد الرحيم كمال، رواية خيالية تتنقل بين الأسطورة والواقع وتتناول ولادة كائنات عملاقة تحكم العالم بعد كورونا، وتُعيد صياغة مفهوم العدالة والحكمة والحكاية في زمن مضطرب.

ملخص الكتاب

رواية أبناء حورة للكاتب عبد الرحيم كمال، في رواية مدهشة تسكن عتبات الواقعية السحرية يأخذنا عبد الرحيم كمال في رواية أبناء حورة إلى عالم تتداخل فيه الأزمنة وتتشابك فيه الخرافة مع الواقع، في سردٍ ينضح بالحكمة ويضيء بقناديل الحكاية الشعبية والرمز الصوفي، والخيال المتدفق.

تبدأ رواية أبناء حورة من المستقبل وتحديدًا بعد اجتياح وباء كورونا للعالم وتراجُع البشرية عن كثير من مكتسبات الحداثة، من هذه النقطة الكارثية ينفتح السرد على مساحة زمنية واسعة تعود بنا إلى لحظة الميلاد العجائبي لطائر أنثى ضخمة تُدعى حورة، تضع أربع بيضات في أربع دول: مصر وتونس والمغرب ودولة اللاجئين المتخيّلة، ومن هذه البيضات تولد كائنات غير مألوفة نصفها بشر ونصفها طير، فيتحول المشهد من مشهد ما بعد الكارثة إلى نهضة أخلاقية تقودها مخلوقات العمالقة التي تُعيد ترتيب العالم.

في مصر وحدها يفقس سبعة من أبناء حورة، كل منهم يحمل اسمًا مركبًا يتضمن كلمة "جمال" إشارة إلى معاني أخلاقية كبرى مثل: "نور الطريق جمال" و"سيف القضاء جمال" و"حسن الجوار جمال"، هؤلاء العمالقة لا يحكمون بالقوة بل بالحكمة ويضعون أسسًا لعالم عادل، يمنع الظلم والكراهية وأكل الطيور ويحاسب الناس حتى على أفكارهم الخبيثة، في نظام روحي وفكري تتداخل فيه السياسة بالأخلاق، هنا تتجلى الرمزية العميقة في رواية أبناء حورة فالسلطة لم تعد قهرية بل تنبع من صفاء الروح وعدالة المنطق.

تكليف عبد الحليم الخردواتي المواطن البسيط بكتابة التاريخ الاجتماعي للمصريين هو لحظة التحول الثانية في الرواية، فبينما يدوّن هذا الرجل حكايات الناس وعاداتهم وذاكرتهم الجمعية يُدرك العمالقة أن الحكاية ليست ترفًا بل هي هوية، هنا تنبثق الفكرة المحورية في الرواية: أن من يملك الحكاية يملك الوجود.

ولأن كل خير لا بد أن يُستهدف يدخل طاغية شمالي يُدعى "طاكين" إلى المشهد في محاولة لسرقة الكتاب وتشويه التاريخ وطمس آثار أبناء حورة الذين ماتوا فجأة دون تفسير، كان موتهم الغامض أحد الثغرات السردية في النص لكنه أتاح مجالًا لتحوّل الرواية من قصة نهضة إلى قصة مقاومة من الأسطورة إلى التحليل السياسي العميق.

تُوظف رواية أبناء حورة أدوات سردية متنوعة: من الحلم الذي يتحول إلى رؤية إلى الرمز الصوفي المتجسد في شخصيات مثل الشيخ صفي الدين إلى الجدلية القائمة بين طاهر الإوزة وأمجد الحاقد إلى حضور لافت للحوارات المسرحية التي تبطئ السرد وتمنحه عمقًا إنسانيًا.

وإن كان الحلم نافذة للكشف فإن الحكاية هي النافذة الأخرى للمقاومة، فالشخصية المحورية "رماح الحكَّاء" يتحول في نهاية الرواية إلى حامل مشعل الحكي ليؤكد أن الحكاية لا تموت وأن أبناء حورة وإن غابوا فإن سيرتهم باقية ما بقي الراوي.

تنبني الرواية على ثنائية الخير والشر العدل والطغيان كما تنفتح على قضايا اللاجئين والهوية والانتماء ومما يميزها أنها لا تنتمي إلى فضاء مكاني واحد بل تنتقل بين مصر تونس المغرب العراق دمشق ودولة اللاجئين وقد استطاع الكاتب أن يجعل من كل مكان رمزًا ومن كل حدث دلالة.

اللغة في الرواية ذات طابع تصويري سينمائي بما يتناسب مع خبرة كمال ككاتب سيناريو، فكل مشهد ينبض بالحياة وكل شخصية تُرسم بلغة قادرة على استثارة الحواس، ورغم سعة النص (420 صفحة) إلا أن التشويق لا يغيب والحبكة تبقى مشدودة بخيط الحكاء الذي لا ينقطع.

وقد أثارت رواية أبناء حورة جدلًا واسعًا بين القراء، ودفعت كثيرين للبحث عن أبناء حورة pdf لاستكمال الرحلة التي بدأوها، إنها رواية تستحق تحميل رواية أبناء حورة لما تحتويه من محتوى ثري يجمع بين الخيال المستنير والرمز العميق والسرد المتقن، ولا عجب إذًا أن يبحث البعض عن رواية أبناء حورة بكافة الوسائل، بما في ذلك تحميل كتاب أبناء حورة، لما تحمله من متعة فكرية وبُعد تأملي فريد.

رواية أبناء حورة ليست حكاية عابرة بل هي ترنيمة معاصرة لزمن يبحث عن النقاء وسط فوضى الحاضر، هي سفر من أسفار الخيال العربي الجديد الذي يعيد تعريف الهوية ويوقظ الإيمان بالحكاية كفعل مقاومة وبناء، إنها رواية تُقرأ أكثر من مرة وتُفهم على أكثر من مستوى وتُبقي في القلب سؤالًا مفتوحًا: من نحن إن فقدنا حكايتنا؟