ملخص رواية إلا فاطمة | مثالية الغربة وجدل الحب المشترك

ملخص رواية إلا فاطمة للكاتب أنيس منصور، هل يمكن لرواية أن تكون مثالية لدرجة تجعلها بعيدة عن الواقع؟ رواية إلا فاطمة للكاتب أنيس منصور، وهي أول رواية يكتبها، أثارت جدلًا واسعًا بين القراء، يجدها البعض قصة مبالغ فيها في المثالية، حتى أنهم يتساءلون: لماذا يكتب فيلسوف وغاوٍ للفلسفة قصة تفتقر إلى واقعية الحياة الصعبة؟ رواية إلا فاطمة هي قصة الشاب المصري صابر الذي يقرر الهجرة إلى النمسا بحثًا عن لقمة العيش، تاركًا خلفه زوجته الحامل "تهاني"، حاملًا معه شهادته التي لا تفيده في الغرب.

بطل بخصال الأنبياء

تدور أحداث رواية إلا فاطمة حول "صابر" الذي يشبه في قصته فيلم "النمر الأسود"، في سفره المفاجئ دون معرفة اللغة، ومواجهته للصعاب الكثيرة، ينجح صابر نجاحًا شديدًا، لكن طريقه يكون مفروشًا بالورود بفضل وجود نساء يتعاطفن معه ويقفن إلى جانبه دائمًا، ترى الآراء أن شخصية "صابر" مثالية بشكل مبالغ فيه، لدرجة أن أخلاقه تشبه أخلاق الأنبياء، حتى نفسه لا تنازعه أبدًا، هل من المنطقي أن تكون الحياة "وردية" في منتهى السهولة عند سفر الشباب للخارج بتلك الطريقة؟ هذا النقد الجوهري يوجه إلى رواية إلا فاطمة، فهي تصور عالمًا تتلاشى فيه الصعاب بسهولة، ويحب فيه الجميع بعضهم البعض.

مثلث الحب المشترك

رواية إلا فاطمة هي قصة ذلك الصابر الذي لا يستطيع التحرك وحده بدون سيدة بجانبه، كما يصفها البعض، حيث يتورط في علاقات حب مع ثلاث سيدات، بعد وفاة زوجته تهاني التي كانت تعشقه، يتزوج صابر من امرأة نمساوية هي "مارغريت"، التي يطلق عليها اسم "فاطمة"، من هي فاطمة؟ فاطمة هي شخصية لم تُخلق بعد في الحقيقة، فهي نموذج للنبل والتسامح، وتقف إلى جانبه دائمًا، كيف تقبلت زوجته الثالثة، ابنة خالته، مرغريت "فاطمة" بتلك السهولة؟ هذا التسامح المفرط في الشخصيات يجعل أحداث رواية إلا فاطمة لا تمت بصلة للواقع.

جدل أنيس منصور والفكر الاجتماعي

تثير رواية إلا فاطمة جدلاً حول الفكر الاجتماعي المصري الذي يصفه الكاتب، خاصة فيما يتعلق بالمرأة، يكره البعض وصف أنيس منصور لـ"المرأة العاقلة" بأنها التي تصبر على خيانة زوجها وتعود لحضنه، معتبرين هذا المبدأ ضعيفًا ويسلب حقوق المرأة ويزيد من استبداد الرجل، إنه مبدأ يُوصف بالغباء المبرر وليس العقل، في المقابل، يرى البعض أن الرواية تصف بوضوح الفكر الاجتماعي المصري، والفكر الاجتماعي الغربي، واصفًا الأخير بالراقي، رواية إلا فاطمة تُظهر أيضًا جانباً من سلوكيات بعض المغتربين المصريين التي تشوه سمعة بلدهم في الخارج.

التلميذ يتفوق على الأستاذ

من المفارقات التي يذكرها القراء أن رواية إلا فاطمة قد ذكّرتهم بمسلسل "مين اللي ما يحبش فاطمة" المأخوذ عنها، حيث يرى البعض أن المسلسل قد تفوق على الرواية بشكل كبير، يقول أحد القراء: "المسلسل عمل من الفسيخ شربات بجد"، بينما القصة الأصلية رتيبة ومملة، هذا يعكس فكرة أن الأسلوب الروائي لأنيس منصور جاء أقل من المتوقع، حيث ضاعت بضع نجوم في التقييم لغياب اللغة المتزنة التي تتنقل بين الفصحى والعامية، في النهاية رواية إلا فاطمة تبقى تجربة جميلة وغريبة، إلا أن الكثيرين يجدون كتاباته في الروايات أقل متعة بكثير من كتاباته الفلسفية والمقالات، رواية إلا فاطمة عمل يثير التساؤل حول حدود الخيال في الأدب.