M3aarf Telegram

ملخص كتاب الفردوس الأرضي | رحلة في عمق الحضارة الغربية

المؤلف : عبد الوهاب المسيري

كتابة : ياسر مرعي

كتاب أو رواية الفردوس الأرضي من تأليف عبد الوهاب المسيري، يستكشف عمق الحضارة الأمريكية والصهيونية من منظور فلسفي فريد، محللاً مفهوم الفردوس الأرضي وتداعياته الفكرية والاجتماعية.


ملخص الكتاب

ملخص كتاب الفردوس الأرضي للكاتب عبد الوهاب المسيري، هل تبحث عن رؤية فلسفية عميقة للحضارة الأمريكية الحديثة؟ يقدّم لنا الدكتور عبد الوهاب المسيري في كتاب الفردوس الأرضي هذا التحليل الفريد، استنادًا إلى معايشته الواقع الأمريكي وفهمه النظري الأصيل، يمثل هذا الكتاب تحليلًا نقديًا للحضارة المهيمنة على العالم.

صدر الكتاب لأول مرة في بيروت عام 1979، وأُعيد طبعه في القاهرة عام 2014، يتناول المسيري أفكاره العظمى حول "الفردوس الأرضي"، مدعمةً بملامح من الحياة الأمريكية في الستينيات والسبعينيات، استخدم المسيري منهجًا تفكيكيًا تحليليًا تأمليًا، بأسلوب سهل للقارئ العادي، مع لمسة من السخرية الفكاهية التي تميز كتاباته.

 

المسيري والحياة الأمريكية: نظرة نقدية

يكشف كتاب الفردوس الأرضي عن مجتمع أمريكي يختلف عما نظنه، إنه مجتمع شره لاستهلاك السلع، يناقض بذلك الوهم السائد عن أمريكا كأمة تصنيع وعمل، هل يسيطر الإعلام الموالي لرأس المال على وعي هذا المجتمع؟ بالتأكيد، فالرأسمالية تخضع الجميع لقواعدها، تاركة إياهم في حالة اختناق مجتمعي.

يسجل المسيري قمع المعارضين، مثلما حدث لليسار الأمريكي الذي تحول إلى كيان مدجن، ورغم ظهور حركات احتجاجية كالهيبيز التي رفضت نموذج الرجل العصامي الناجح، وتنظيمات دينية كـ"أهل يسوع"، وحركات الأمريكيين السود لمواجهة اللاإنسانية، هل استطاعت هذه الحركات إيقاف تيار المجتمع العام؟ للأسف لا.

في كتاب الفردوس الأرضي، يقارن المسيري بين نموذج اليهودي "بودورتز" الذي اندمج مع الحلم الأمريكي الزائف القائم على الكسب المادي، والمسلم "مالكوم إكس" الذي رأى الحقائق بوضوح، يؤكد المسيري على عظمة الإسلام دون تدخل شخصي، يتناول الكتاب أيضاً حركات النسوية ودعواتها للتخلص من الرجال، والإجهاض، وغيرها من المظاهر التي نشهد انجراف مجتمعاتنا نحوها.

 

التشابه بين الحضارتين الأمريكية والصهيونية

تُطالعنا في كتاب الفردوس الأرضي فكرة التشابه بين الحضارتين الأمريكية والصهيونية جلية واضحة، هل تعود أصول هذا التشابه إلى وحدة الأصل الفكري؟ أجل، فكلاهما نشأ من حلم، سواء حلم الصهيونية عند اليهود، أو حلم "البيوريتانيين" الذين سيطروا على مؤسسي الولايات المتحدة الأمريكية، والذين صرحوا بإقامة "صهيون" خاص بهم.

وهل آمنت الحضارتان بفكرة "الريادة"؟ نعم، كلاهما اعتقد أن الأرض التي قدما إليها (أمريكا وفلسطين) كانت بلا شعب، وأنهما من أحياها، وبالتالي أصبحت ملكاً أصيلاً لهما، كما آمنا بأن لكل منهما رسالة عليا تفوق فكر وطموح الآخرين.

بعد التشابه في البنية الفكرية، لاحظ المسيري أن كلتا الحضارتين بدأتا احتلال الأرض بإنشاء مستعمرات عسكرية زراعية، وبإقامة مذابح وإبادات جماعية اقتلعت أصحاب الأرض الأصليين، اشتركتا أيضاً في النظام الاقتصادي الرأسمالي، والفلسفة البراجماتية، لكن المسيري نبه إلى خيالية الطرح الصهيوني وإيمانه بانتصاره الحتمي، بخلاف أمريكا.

ومع ذلك، يرى أن العيب الأكبر فيهما هو فشلهما في إقناع الآخرين بمشروعيهما، وهو ما يؤكد حتمية فشل النظرية الفردوسية كما يراها المسيري، إذا كنت ترغب في التعمق أكثر، يمكنك تحميل كتاب الفردوس الأرضي pdf.

 

الوجود الإنساني وفكرة “الفردوس الأرضي”

يُعرّف المسيري الوجود الإنساني في كتاب الفردوس الأرضي بأنه يتكون من عنصرين: الوجود الطبيعي (الجسدي الحيواني) والوجود التاريخي، الذي يشمل كل ما يجعل الإنسان إنسانًا ويميزه عن طوره الجسدي، مثل الدين والقيم، الحضارة الناجحة هي التي توازن بين هذين الوجودين.

وقد أرجع المسيري سقوط الإنسان في العصر الحديث، خاصة إنسان الحضارة الغربية، إلى اختلال هذه المعادلة بتغليب الوجود الطبيعي على التاريخي، هذا التغليب حصر رؤية الغرب في فكرة "التقدم" التي أصبحت هدفًا بذاتها، وسبب تراجع الأديان واستبدال الغيبية العقائدية بغيبية عملية ترى العلم خلاصه الوحيد.

إن "الفردوس الأرضي" هو المصطلح الذي عبر به المسيري عن محاولات الإنسان الحديث لتغيير مجرى الأحداث لصالحه، وتحقيق نموذجه الخاص دون اعتبار للمحددات أو الموانع، هذا المصطلح يقابل "الفردوس الغيبي أو الأخروي"، النزعة الفردوسية هذه، المناهضة للتاريخ وقانون الحياة، تسعى للتخلص من حكم التاريخ وإخضاع كل عناصر الحياة لرغبات الإنسان.

هل يمكن تحقيق هذا الفردوس؟ يستحيل ذلك، لأن الدنيا تقوم على النسبية والتصارع، بدأت الفكرة مع العصر الصناعي وهيمنة الرأسمالية، واتسعت هذه النزعة لإدراك فردوس السلع الأرضي، وتحقيق الحالة الفردوسية بإشباع الرغبات الإنسانية، هذا المفهوم يلخص الحضارتين الأمريكية والصهيونية في كلمتين: محاولة إنشاء الفردوس هنا والآن.

 

البرجماتية: الفلسفة الدافعة

هل يمكن دراسة التجربة الأمريكية دون فهم ظهيرها الفلسفي الأكبر؟ بالتأكيد لا، فقد انصب اهتمام المسيري في كتاب الفردوس الأرضي على البرجماتية، وهي إحدى الفلسفات الحديثة والمعاصرة، ومتفرعة من تاريخ طويل لفلسفات اللذة والمنفعة.

تقوم البرجماتية على إخضاع المبادئ للنتائج، وأن الأفكار مجرد مشاريع لا تثبت إلا باختبار الواقع وإثمار النتائج المرجوة، وهل الحقائق في ذاتها لها اعتبار؟ لا.. إلا باعتمادها على واقع فعلي، يرى المسيري أن البرجماتية تبدأ من مسلمة أن الإنسان يعيش في خطر وسط عالم موحش، لذا يجب أن يتقدم للفعل ويعلي من قيمته.

تصور "الواقع" على أنه ما يراه الشخص ويقتنع به، لا ما عليه الشيء حقًا، وبذلك تصبح المعرفة نسبية ذاتية، كما تولي البرجماتية مكانة خاصة للشخص "العبقري"؛ حيث لا تعده شخصًا عاديًا بل هو ثروة الأمم، بل العباقرة هم مغيرو الطبيعة، ولذلك توليهم حقوقًا ليست لغيرهم، ولهذا نجد احتفاءً بشخصية الكاوبوي والرأسمالي ودوره في تغيير الواقع.

يتعجب المسيري من جمع البرجماتية الأمريكية بين المثالية والمادية، فهي مادية بكل ما توليه للواقع من معيارية، ومثالية بإيمانها بدور الرأسمالي كدعامة لتغيير الواقع، وبإيمانها بالفرد الحر، وفي تطبيق الصهيونية للبرجماتية، يرى أنها أكثر طوباوية وعجائبية في إضفاء المثالية على تصورها من الأمريكية، نتمنى أن يشجعك هذا الملخص على قراءة كتاب الفردوس الأرضي، للعثور عليه بسهولة، يمكنك البحث عن الفردوس الارضي المسيري pdf.