ملخص كتاب القراءات الخطرة | الأدب في زمن الطغيان

المؤلف : آذر نفيسي

كتابة : ياسر مرعي

كتاب القراءات الخطرة القوة المؤثرة للأدب في الأزمنة المضطربة من تأليف آذر نفيسي هو دفاع شخصي وفكري عن الأدب كأداة للمقاومة والتحرر، عبر رسائل إلى والدها المتوفى تربط الروايات بالواقع السياسي.


ملخص الكتاب

ملخص كتاب القراءات الخطرة القوة المؤثرة للأدب في الأزمنة المضطربة للكاتبة الإيرانية العالمية آذر نفيسي، هو مرثية حية ودفاع متقد عن جوهر الأدب، بصفته ملاذاً لا يمكن مصادرته. تختار نفيسي أسلوباً آسراً وجذاباً، فتسافر بنا في رحلة شخصية وكونية معاً، عبر سلسلة من الرسائل الافتراضية إلى روح والدها الراحل، أحمد نفيسي. تتجاوز هذه الرسائل حدود الزمان والمكان لتعالج السؤال الأهم في عالم يمزقه الصراع السياسي: ما هو دور الأدب في عصر تشن فيه الأنظمة الشمولية حرباً مستمرة على الكتب والكتّاب؟

ترى نفيسي أن الأدب ليس مجرد خيال وتسلية، لكنه أداة في أوقات الأزمات، تفتح عيون الخيال البصيرة لنرى الحقيقة وراء الواقع المضني. إنه "الأدب كمقاومة"، مقاومة صامتة تبدأ من إزاحة الغطاء عن الطاغية الكامنة في ذواتنا قبل أن تتوجه لإزاحة طغاة الحكم.

 

التعويذة السردية: الكتب في مواجهة القلق

تستعرض نفيسي في رسائلها عدداً من الروايات الخطرة التي شكلت وعيها وشغفها بالقراءة، وكأنها ترشد والدها في رحلة قراءة جديدة عبر أحداث الماضي والحاضر:

  • آيات شيطانية: تستحضر الكاتبة تفاصيل الفتوى التي أهدرت دم سلمان رشدي، متسائلة عن معنى الحرية وشرعية محاكمة عمل أدبي يُنسب الخيال فيه للبطل لا للكاتب. هذا يعكس الصراع الوجودي الذي عاشته نفيسي نفسها مع قمع مصادرة الحريات تحت يافطة الشريعة في موطنها الأصلي.

  • فهرنهايت 451: تربط الكاتبة نبوءة راي برادبري عن عالم يتخلى عن الكتب بحال أميركا المعاصرة في عصر الإغراق في الشبكات التكنولوجية. إن مقاطعة الكتب وعدم الاهتمام بها ليس إلا نوعاً من المعاداة للفكر، ينبع من الغفلة والرغبة في البقاء على السطح بدلاً من مواجهة تعقيدات الحياة.

  • جمهورية أفلاطون: تتوقف نفيسي عند عدائية أفلاطون للشعراء، مستغربة من طرد الخيال من "العالم المثالي"، وتؤكد أن الخيال محرك للعلوم والوعي، وليس مجرد زينة.

 

الأدب والضمير: مسح الحدود الفكرية

تؤكد نفيسي أن مهمة الأدب ليست إصدار البيانات، بل إقحام القراء في التجارب الفردية. هي تدافع عن حق القارئ في مسح الحدود بين عالم القراءة والعالم الواقعي، مما يخلق له ذاكرة مزدوجة يستطيع من خلالها التكيف مع أزماته.

  • التمييز العرقي: تربط الكاتبة بين روايات توني موريسون وزورا نيل هيرستون حول العبودية وتأثيرها على الهوية، وبين تأجيج مشاعر الكراهية في أميركا، المتمثلة في حادثة مقتل جورج فلويد.

  • الصراع على الأوطان: تسعى نفيسي لاستجلاء نفحات إنسانية في معمعان التناحر على الأوطان، مستعرضة روايات مثل "باب الشمس" لإلياس خوري و**"حتى نهاية الأرض"** لجروسمان، داعية إلى أنسنة العدو وفهم دوافعه الإنسانية، وهو ما أثار نقداً لاذعاً حول اصطفافها مع بعض الأطراف في الصراع.

  • القوة التحويلية: تؤمن نفيسي بأن الكتب لا تنقذنا من الموت، لكنها تساعدنا على العيش، وتمنحنا الشجاعة في اتخاذ القرارات. فالقراءة هي جزء من الفعل؛ هي الدعوة إلى النضال من أجل إنقاذ روح أمريكا اليوم، وتوجيه الغضب بدلاً من السماح له بتوجيهنا.