ملخص كتاب ترميم الذاكرة | سيرة المنفى والعودة

المؤلف : حسن مدن

كتابة : ياسر مرعي

كتاب ترميم الذاكرة من تأليف حسن مدن هو عمل أدبي وسيرة ذاتية مختصرة للكاتب خلال فترة منفاه القسري الذي امتد لربع قرن، يتأمل فيه مدن في مفهوم الغربة وفعل النسيان وألم العودة المتأخرة للوطن.


ملخص الكتاب

ملخص كتاب ترميم الذاكرة للكاتب والناشط السياسي حسن مدن، قطعة أدبية عميقة تتجاوز مفهوم السيرة الذاتية التقليدية، لتصبح تأملاً في فعل النسيان ودورة الزمن القاسية، العنوان نفسه "ترميم الذاكرة" هو استعارة شعرية تُحيل إلى صعوبة استرداد الذكريات من أروقة الماضي وإعادة تشكيلها بعد أن تهشمت بعض أجزائها بفعل الزمن، يروي مدن في هذا الكتاب سيرة اختُزلت في منفى قسري امتد لأكثر من ربع قرن، فرضته الظروف السياسية التي مرت بها بلاده، البحرين.

غادر مدن وطنه شاباً عاد إليه وهو على مشارف الخمسينات، وما بين هذين العمرَين جابت به الذاكرة مدناً عدة اختارته للإقامة بها مثل: القاهرة وبغداد وبيروت ودمشق وموسكو والشارقة، في غمرة هذا البوح الحميم، يطرح الكاتب سؤالاً مؤلماً: "أكان ينبغي أن تسير الأمور على النحو الذي سارت عليه؟ ألم يكن بالإمكان أن تكون أحسن؟".

 

غربة الروح وألم الفقد

إن كتاب ترميم الذاكرة هو سيرة المنفى القسري الذي عاشه الكاتب، مختبراً تجربة قاسية كـ النوم في صالة مطار وطنه، ممنوعاً من اجتياز الحاجز إلى أرض الوطن، يصور مدن مشاعر الغربة التي جعلت المدن الأخرى منافي مؤقتة، وكيف أن هذه الرحلة حرمته من ممارسة الحياة الاعتيادية لشاب في مثل عمره، وحرمته العيش بقرب أهله.

يرصد مدن في هذا الكتاب جرح الذاكرة الذي لا يندمل، جرح الغربة والابتعاد عن الوطن قسراً، خصوصاً مع فقدان الأحباب والأهل وهم في المنفى، لتصبح قراءة هذا العمل مربكة ومرة في آن.

  • يشير مدن إلى أن الزمن لا يترك آثاره العميقة في ملامحنا التي سكنتها التغيرات وحسب، إنما يتركه في داخلنا بلوعة ومرارة لا يمكن أن تُنسى.

  • يوثق الكاتب تأملاته حول علاقة الإنسان بـالأمكنة وارتباطها بالأشخاص، وكيف أن الأماكن التي يرجع إليها بعد غياب طويل لا تعود في عينه كما كانت، بل تتغير.

  • يكشف كتاب ترميم الذاكرة عن أن وراء كل مكسب هناك تضحية، وأن محاولة ترميم الذاكرة، رغم ألمها، هي خطوة في التخفف من ثقل سنوات من "النوستالجيا".

 

العودة المتأخرة ولغة الغفران

يعود حسن مدن أخيراً إلى بلده بعد أكثر من ربع قرن قائلاً: "لقد عدت أخيراً، لكني عدت متأخراً، متأخراً كثيراً"، عاد باحثاً عما تركه وراءه ليجد الوجوه قد تغيرت، وغابات النخيل قد ماتت، والطرق ما عادت تلك القديمة التي احتفظت بها الذاكرة.

  • تُكتب التجربة بلغة عذبة وإيقاع هادئ، عبرت عنها روح غفرت فلم تكن السيرة نوعاً من أنواع تصفية الحساب أو التعبير عن الظلم الذي ألحق بها، بل وقوف على شرفة تطل على وادي بعيد.

  • يستخدم الكاتب آلية استدعاء لكتابات أخرى وأفلام ووقائع، معلناً عن ذاته كـقارئ لسنوات الغربة بحلوها ومرها.

  • على الرغم من النشاط السياسي للكاتب، فإن السياسة قليلة في صفحات الكتاب، مما يفسره البعض كإشارة إلى مساحة حرية التعبير المتاحة.

إذا كنت ترغب في الاطلاع على هذا العمل، يمكنك البحث عن كتاب ترميم الذاكرة pdf أو ترميم الذاكرة حسن مدن pdf، لتخوض هذه المغامرة غير المحسوبة النتائج في عمق الذاكرة.