
للتواصل معنا
ملخص رواية دماء على السجادة الحمراء للكاتبة نهى داود، في ليلة استثنائية تكتظ فيها أجواء المهرجان السينمائي بالحماس والترقب، تسيل دماء المنتج الشهير على أطراف السجادة الحمراء يتهاوى جسده فيما تتبدد أنفاسه الأخيرة قبل دقائق فقط من بدء حفل الختام، هنا تحديدًا تبدأ ملامح الغموض بالتشكل وتتشابك الخيوط الأولى لرواية دماء على السجادة الحمراء، حيث كل تفصيلة تصبح شاهدة على جريمة مربكة؛ من ذيل فستان مخضب بالدماء إلى ملابس غريبة ملقاة بإهمال في القمامة مرورًا بميكروفونات غارقة في الماء وسلاح جريمة غائب وشريط مراقبة ممحو بعناية، كل هذه الأدلة المشوشة تسحب المحقق إلى متاهة لا قرار لها.
وسط هذا المشهد المشحون يظهر المصور فاروق أول من اكتشف الجثة، رجل تطارده أوهامه بعلاقة حب مع إحدى الفنانات الصاعدات تلك التي كانت الوجه الجديد لمشروع المنتج الراحل، بين شغف فاروق وحماسته الغامضة تبدأ الشكوك تدور، هل كان المصور مجرد شاهد أم ضالع في جريمة دماء على السجادة الحمراء؟ ومع تصاعد التحقيقات يكتشف أن كل من كان حول الضحية يحمل قصة مخفية وعداوة دفينة، مما يجعل الشكوك تتنقل كاللهب بين الشخصيات.
المحقق المسؤول عن القضية، والذي كان من المفترض أن يكون صمام الأمان في كشف الحقيقة يجد نفسه شيئًا فشيئًا في مرمى الشبهات، فهل حامت حوله الشكوك بمحض الصدفة، أم أن خلف الستار قصة أعمق مما يبدو؟ يصبح من الصعب تمييز البرئ من المذنب ويزداد الإرباك مع كل خطوة جديدة في التحقيق.
رواية دماء على السجادة الحمراء لا تكتفي بسرد أحداث الجريمة، بل تغوص في أعماق دوافع الشخصيات بين شهوة الشهرة والغيرة والخيانة والأحلام الضائعة تتردد الأسئلة الثقيلة في فضاء الرواية، هل الجريمة لحظة غضب عارمة أم ثمرة تخطيط بارد ومدروس لتبدو كأنها وليدة انفعال؟ كل مشهد وعبارة تكشف جانبًا آخر من النفس البشرية حين تُدفع إلى حافة الهاوية.
عبر أسلوب مشوق وأجواء مشحونة بالتوتر تمضي رواية دماء على السجادة الحمراء بخطى ثابتة بين الحاضر والماضي، حيث تتشابك خيوط الحكايات القديمة مع صراعات اللحظة الراهنة، وتضرب الجريمة بجذورها في أعماق سنوات طواها النسيان لكنها لم تُمحَ من الذاكرة، لتصنع حبكة محكمة يصعب معها التنبؤ بالقاتل حتى النهاية.
ومع اقتراب التحقيقات من خواتيمها تزداد الحقيقة مراوغة كأنها تتراقص على أطراف السجادة الحمراء الملطخة بالدماء، تتبدى الاحتمالات ثم تتهاوى، ولا يظل سوى سؤال واحد يؤرق الجميع من الذي وضع النهاية الدامية لهذه الليلة الأسطورية؟ هل يمكن للقاتل أن يكون من أقرب المقربين إلى القتيل أم أن الجريمة أكبر من مجرد ثأر شخصي؟
بهذا تثبت الكاتبة نهى داود أنها واحدة من ألمع من يكتبون أدب الجريمة حاليًا، فرواية دماء على السجادة الحمراء، رغم طابعها البوليسي تتجاوز حدود الجريمة التقليدية لتقدم عمقًا إنسانيًا نادرًا في سرد الأحداث وتشكيل الشخصيات، مما يجعلها علامة بارزة في مكتبة الأدب البوليسي العربي.