من تأليف جوزيه ساراماجو
نبذة عن المؤلف
جوزيه دي سوزا ساراماغو (بالبرتغالية José de Sousa Saramago) (16 نوفمبر 1922 - 18 يونيو 2010) روائي برتغالي حائز على جائزة نوبل للأدب وكاتب أدبي ومسرحي وصحفي. مؤلفاته تتضمن مزيج متجانس بين التاريخ و الدراما والشعر والفلسفة، تستعرض عادة من وجهة نظر مختلفة تركز على العنصر الإنساني. وصف هارولد بلوم ساراماغو بأنه «أعظم الروائيين الموجودين على قيد الحياة.. وأعتبره جزءًا مهمًا ومؤثرًا في تشكيل أساسيات المرجعية الأدبية الغربية» بينما أشاد جميس وود «باللهجة الفريدة في أعماله حيث أنه يروي رواياته كما لو أنه شخص حكيم وجاهل في الوقت نفسه».بيعت أكثر من مليوني نسخة من أعمال ساراماغو في البرتغال وحدها وترجمت أعماله إلى 25 لغة. ويعد من أعلام كتاب القرن العشرين.ولخصت اللجنة السويدية التكنيك الأدبي لساراماغو عند إعلان فوزه بجائزة نوبل، قائلة "تمنح الجائزة للسيد جوزيه دي سوزا الذي استطاع بالكثير من الرموز والأمثال الغارقة في الخيال مع المفارقات الإنسانية، أن يعطينا باستمرار واقعا افتراضيا يمكننا الإمساك بأطرافه بدقة". ولعل ذلك يتوافق مع ما أعلنته اللجنة في ثنائها على "شكوكه الحديثة في الحقائق الرسمية"، فهو مثلا ينافي القناعة التي تتخيل الموت كشيء خارج عنا، بقوله: "موت كل واحد منا يولد مع ولادتنا ونحمله داخلنا". وهو ما دفع اللجنة إلى الثناء على "رمزيته المصحوبة بالخيال والعاطفة والسخرية" أيضا.لم يكن مجرد كاتب روائي محترف فقط، بل كان رجل مواقف، لم ينفك أبدا عن الإعراب عنها في شفافية واضحة، خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية، فأثناء زيارته لمدينة رام الله في مارس/آذار من عام 2002 قال ساراماغو، إن "ما يحدث في فلسطين هو جريمة من نفس طراز ما حدث في معسكر أوشفيتز… استنادا للحصانة التي يحيط بالشعب الإسرائيلي وجيوشه. لقد تحولوا إلى أشخاص منتفعين من الهولوكوست". تعرض بعدها لحملات تشويه و اتهامات متراصة بمعاداة السامية.هذه التصريحات دفعت بعض النقاد إلى الاحتجاج على هذه الكلمات، واعتبروها معاداة للسامية. وبعد مرور عدة أشهر، أوضح ساراماغو، أن "المزعج في تصريحي ليس أنني أدنت ما تقوم به السلطات الإسرائيلية، وارتكابها لجرائم حرب، فلقد اعتادوا على مثل هذه التصريحات. بل إن ما يزعجهم حقا هي كلمات محددة لا يستطيعون تحملها. وبما أني ذكرت "أوشفيتز"… ولاحظوا جيدا، بأنني لم أقل أن رام الله تشبه أوشفيتز، لأن ذلك سيكون شيئا سخيفا. ما قلته أن روح أوشفيتز كانت حاضرة في رام الله. كنا 8 كتاب. جميعهم أدلوا بتصريحات تدين إسرائيل، وولي سوينكا، برايتن بريتنباخ، فينشينسو كونسلو وآخرون. لم ينزعج الإسرائيليون من هؤلاء. ولكن لأني وضعت أصبعا على جرح أوشفيتز وهو ما جعلهم يقفزون."
ساراماغو هو أحد كتاب الرواية\الذين ستظل أسماؤهم خالدة، مهما مرت السنوات، وستظل أعماله عابرة للزمن,مثيرة للإنتشاء إعجابا. فإلى جانب أفكاره المدهشة، ومواقف الإنسانية الرائعة، يأتي إخلاصه لفن الرواية، ذلك الفن الذي ظل يؤمن من خلاله، بأن الرواية الجيدة يجب أن تقوم على أسس ثابتة ومتينة، الأمر الذي دفعه لتشبيه عمله، بعمل نجار الكراسي:
"إن كتابة الرواية مثل عملية تشكيل كرسي، يجب أن يكون الفرد قادرا على الجلوس عليه، وأن يكون متوازنا فوقه".