من تأليف واسيني الأعرج
نبذة عن المؤلف
واسيني الأعرج ( 8 أغسطس 1954- ) جامعي وروائي جزائري. يعمل اليوم أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس. هو من أسطع الأصوات الروائية في الوطن العربي, ظهرت أعماله للعالم في نهاية القرن المنصرم, ويكتب باللغة العربية و الفرنسي خالف من سبقه من الأجيال و حمل شعلة التجديد و التغيير, حيث ينتمي إلى المدرسة الجديدة التي لا تستقر على شكل واحد وثابت، بل تبحث دائمًا عن سبلها التعبيرية الجديدة والحية بالعمل الجاد على اللغة وهز يقينياتها. إن اللغة بهذا المعنى، ليست معطى جاهزًا ومستقرًا ولكنها بحث محموم ومستمر عن المعنى. ظهرت قمة سطوته الأدبية في روايته التي لاقت سخطا مبدئيا و نقدا لاذعا، والمبرمجة اليوم في العديد من الجامعات في العالم: الليلة السابعة بعد الألف بجزأيها: رمل الماية والمخطوطة الشرقية. فقد حاور فيها ألف ليلة وليلة، لا من موقع ترديد التاريخ واستعادة النص، ولكن من هاجس الرغبة في استرداد التقاليد السردية الضائعة وفهم نظمها الداخلية التي صنعت المخيلة العربية في غناها وعظمة انفتاحها على العالم.
يقول "واسيني":في الكتابة شيء من الغموض وفيها نكتشف عالما جديدا نعيد تركيبه والتخطيط له وإنشاءه من جديد، نحن نحمل شجنا اجتماعيا وطفولة وخيبات ونجاحات وانتكاسات وحبا وكراهية وأمورا أخرى. كل هذا عليه أن لا يبقى منعزلا بل أن يتحول إلى طاقة فعالة وخلاقة في الكتابة والإبداع الفني. نحن نكتب لنكون صوتا ولنسمع صوتنا في هذه الحياة الصمّاء، الكتابة نوع من الخلود، سنفنى إن لم نقل وسنحاسب إن لم نكتب، سيأتي جيل يسائلنا لو بقينا صامتين أمام القسوة التي تهز العالم.الكتابة لها وظيفة اجتماعية وهي اخراج المجتمع من الظلام، وغرس سلسلة من القيم تعني الحاضر وتستمر الى العصور المقبلة، فنحن اليوم ما زلنا نستهلك كتابات القرن الخامس عشر والسادس عشر والسابع عشر، ونشعر بأنها تعنينا لأن الكتّاب الذين كتبوا في تلك الفترة اختاروا الموضوعات الممتدة في الزمان والمكان وعملوا عليها. لهذا أقول دائما إن الموضوعات الصغيرة هي طارئة ولحظوية، أما الموضوعات العميقة كالحرب والحب والإنسانية والضلال كلها قيم تستمر مع البشرية حتى النهاية.
تم اختيار روايته حارسة الظلام ضمن أفضل الروايات التي صدرت في فرنسا عام 1997م.
حصل على جائزة الرواية الجزائرية عام 2001م عن مجمل أعماله.
حصلت رواية الأمير على جائزة المكتبيين الكبري عام 2006م.
حصل على جائزة الشيخ زايد للكتاب فئة الآداب عام 2007م.
حصل على الدرع الوطني لأفضل شخصية ثقافية من اتحاد الكتاب الجزائريين عام 2010م.
حصلت رواية البيت الأندلسي على جائزة أفضل رواية عربية من اتحاد الكتاب الجزائريين عام 2010م.
حصلت رواية أصابع لوليتا على جائزة الإبداع الأدبي من مؤسسة الفكر العربي ببيروت عام 2013م.
حصلت رواية مملكة الفراشة على جائزة كتارا للرواية العربية عام 2015م.
يقول "الأعرج":أهمية الجائزة تتلخص في كونها تثير النقاش حول نص من النصوص أو حول تجربة كتابية، هي لا تصنع كاتبا بكل تأكيد ولكنها تصنع رأيا عاما حول الكاتب، وتفتح آفاقا جديدة للترجمة ولا ننسى أن الندوات التي تعقد حول النصوص الفائزة أو حول الشخصيات التي فازت بالجائزة مهمة ومفيدة. ولكن تبقى المهمة الأساسية للكاتب أن ينتج ويبدع وأن يرمم النقائص ويذهب بنصه إلى أبعد نقطة ممكنة، أي أن يكتب باستمرار.
لا أعتقد أن الجوائز أخذت مني شيئا لأن الحالة الوجدانية التي أعيشها خلال الكتابة لا يمكن أن تسطو عليها أية جائزة. فالكتابة فعل مقدس، هي علاقة فردية بيني وبين اللغة، وحالة ذاتية شديدة العمق. الجائزة تساهم في التعريف بالجهد، ونحن نحتاج إلى مرصد ترجمي يعمل على ترجمة النصوص العربية إلى اللغات الأخرى، خصوصا اللغات الأوروبية والصينية واليابانية والإسبانية، تلك التي نستطيع من خلالها أن نوصل تجربتنا الادبية. للأسف نحن نترجم للآخرين الأدب العالمي وهو أمر مهم ولكنه لا يساعد إطلاقا في انتقال أدبنا نحو العالمية، لان العالمية تعني أيضا أن يخرج نصك الأدبي من دائرة المحلية ويذهب بعيدا إلى أكثر اللغات تعددية وإمكانا للقراءة.