الإمام علي بن أبي طالب (كرّم الله وجهه) لم يكن فقط رابع الخلفاء الراشدين وأول من آمن برسالة النبي محمد ﷺ من الصبيان، بل كان أيضًا أحد أعظم البلغاء والفصحاء في تاريخ العرب، وترك أثرًا عميقًا في التراثين الديني والأدبي.
مؤلفاته وأقواله:
الإمام علي لم يُدوِّن الكتب بنفسه، لكن أقواله وخطبه جُمعت لاحقًا في أعمال خالدة، أبرزها:
-
نهج البلاغة: جمعه الشريف الرضي في القرن الرابع الهجري، وهو أبرز أثر مكتوب يُنسب للإمام علي. يحتوي على خُطب، ورسائل، وحِكم تُظهر عمق فكره الفقهي والسياسي والروحي، وقدرته البلاغية الرفيعة.
-
ديوان الإمام علي: مجموعة من الأشعار تُنسب إليه، تناول فيها موضوعات الزهد والحكمة والمعرفة والتأملات الإيمانية.
مكانته كمؤلف:
يمتاز فكر الإمام علي بالتوازن بين العقل والنقل، والجمع بين الفصاحة والروحانية، وهو ما جعل كلماته تُدرَّس في الفلسفة الإسلامية، والبلاغة، والتصوف، وحتى الفكر السياسي. ويُعدّ أسلوبه في التعبير نموذجًا للعربية في أعلى تجلياتها، حتى قيل: كلامه فوق كلام المخلوق ودون كلام الخالق.