M3aarf Telegram

تطوير الذات

ماذا لو ركز التعليم على تنمية المواهب بدلاً من الحفظ والتلقين؟

2 أكتوبر 2025
كتابة : عتاب عوض

تنمية المواهب

تعتمد الأساليب التعليمية التقليدية القديمة على التلقين والذي أثبت عدم فعاليته في كثير من الحالات، ولكن ماذا لو ركز التعليم على تنمية المواهب بدلاً من الحفظ والتلقين؟ الإجابة ستكون من خلال فقرات مقالنا اليوم والذي سنركز من خلاله على أهمية تنمية مواهب الطلاب كبديل للتلقين والحفظ في التعليم الحديث.

ما هو التلقين في التعليم؟

قبل أن نتحدث عن تنمية مواهب الطلاب في التعليم الحديث كأسلوب فعال دعونا نتعرف على التلقين في التعليم، حيث يمكننا تعريفه بأنه تقديم المعلومات والمعرفة للطلاب من خلال إلقاء المعلم للدرس وتكراره بشكل نظري بدون تجارب وبدون ربطه بالواقع العملي، والطالب لا دور له في أسلوب التلقين والمطلوب منه أن يكون متلقٍ فقط بعيدًا عن التفاعل يحفظ المعلومات ثم يسمّعها في وقت لاحق.

ومنذ فترة والانتقادات تطال أسلوب التلقين في التعليم حيث له العديد من السلبيات التي يمكن تلخيصها بما يلي.

  • أسلوب ممل للطالب ويشعره بالضجر.
  • أسلوب يفتقر للتفاعل فالمعلم يشرح والطالب يستمع.
  • الطالب متلقٍ فقط ودوره سلبي.
  • أسلوب بعيد عن الابتكار والتفكير حيث يعتمد على المعلومات الموجودة داخل الكتاب المدرسي وحفظها فقط.

ماذا لو ركز التعليم على تنمية المواهب بدلاً من الحفظ والتلقين؟

هناك مجموعة من الطلاب تندرج تحت مسمى الموهوبين حيث يكون لديهم قدرات استثنائية مميزة، ومن الضروري اكتشاف هذه المواهب وتنميتها ليكون التعليم فعالًا وموجهًا لهذه الفئة ودعمها، لأن اعتماد الأساليب القديمة كالحفظ والتلقين يدمر الموهبة ويفقدها تألقها.

المدرسة هي المكان المناسب لاكتشاف وتنمية المواهب، ويمكن اكتشاف الموهوبين من خلال الأنشطة المدرسية والمشاريع الإبداعية، والمعلم هو صاحب الدور الأساسي في الاكتشاف المبكر للمواهب.

بالإضافة لما سبق فإن هذه المواهب تحتاج إلى تركيز التعليم على تنميتها، وإلى اهتمام خاص وموجه وتعليم فردي من خلال فصول مستقلة حسب الموهبة بهدف تلبية احتياجات الموهوبين وتنمية مواهبهم في مختلف المجالات العلمية أو الفنية أو التقنية، على عكس منهاج التلقين الذي يكون فيه التعليم موجه لجميع الطلاب بدون مراعاة للفروق أو الميول.

وفي حال ركز التعليم على تنمية المهارات والمواهب للطلاب بدلًا من التلقين فنحن سنكون أمام جيلٍ مبدعٍ وناجح في مجال اهتمامه وموهبته أيًا كانت، سواء كانت في الرسم أو الرياضيات أو الابتكار التقني وغيرها، وسيكون لديه طاقات إبداعية خلاقة تحفز الابتكار.

ما هي أهمية تنمية المواهب في المدارس؟

الموهبة هي تميز فطري، واكتشاف التميز لدى الطالب وتوفير البيئة التعليمية الملائمة لتنمية مواهبه تجعلنا نحصد العديد من الفوائد والتي يمكن تلخيصها من خلال النقاط التالية:

  • التركيز على تنمية المهارات يخلق طالبًا متفوقًا واثقًا بنفسه.
  • من خلال الاهتمام بموهبة الطلاب وتنميتها سيكون الأداء الأكاديمي أفضل.
  • سنتمكن من توجيه الطالب لاختيار التخصص الذي يناسبه بما يتلاءم مع ميوله.
  • سيكون الطالب محبًا للعلم وله دافعية نحو التعلم أكبر لانه يتعلم شيء يحبه ويبدع فيه.
  • في حال تم التركيز على تنمية المواهب في التعليم سيكون لدينا كوادر مؤهلة  ناجحة ومبدعة في مجالها.
  • عند التركيز على تنمية الموهبة عند الطالب بدل الاعتماد على الحفظ والتلقين والاهتمام بالدرجات سيكون الطالب مستقرًا نفسيًا متقنًا لعمله الذي اختاره لأنه متميز به ويندرج ضمن ميوله.
  • عند الاهتمام بموهبة الطالب وتنميتها سيكون ناجحًا بالمجال الذي اختاره وراضٍ عنه.

ما هي طرق تنمية المواهب؟

Picture1(21)

الطالب الموهوب إذا تم الاهتمام به وتنمية موهبته وتم تقديم الدعم اللازم له سيكون ثروة حقيقية للمجتمع واستثمارًا ناجحًا، ويعد الاكتشاف المبكر لهذه المواهب أمرًا أساسيًا في تطويرها، وهناك عدة طرق يمكن الاعتماد عليها لتنمية المواهب في التعليم وتكون من خلال.

  • توفير برامج إثرائية مخصصة تنمي مهارات الإبداع والابتكار عند الطلاب الموهوبين.
  • اعتماد برامج التسريع، وتكون ملائمة للطلاب المتفوقين ولديهم قدرات عقلية أعلى من أقرانهم، ويعتمد هذا البرنامج على انتقال الطلاب الموهوبين لصفوف أعلى وتجاوز مواد أو إتمامها بوقت أسرع بما يتناسب مع قدراتهم.
  • من الممكن تنمية المهارات والمواهب للطلاب من خلال الأنشطة اللاصفية.
  • يمكننا دعم مواهب الطلاب من خلال دمج برامج متخصصة مع التعليم الأكاديمي.
  • توفير بيئة تعليمية ملائمة وداعمة للطالب الموهوب تركز على مواهبه وتدعمها بكل الوسائل المتاحة.
  • الاعتماد على مناهج ومقررات بعيدة عن الحفظ والتلقين.

كيف يتعامل المعلم مع الطلاب الموهوبين؟

بداية يجب أن يتمتع المعلم بمهارات تؤهله لاكتشاف المواهب داخل الصف وأن يكون مدرّبًا على كيفية التعامل معها لأن المعلم هو من يقع على عاتقه الدور الأهم في تنمية الموهبة وصقلها، وفي المقابل عدم اكتشافه للموهبة أو دعمها سيكون له أثر سلبي على الطالب الموهوب ومن الممكن أن يتم تدمير الموهبة.

  • يجب على المعلم أن يحفز الإبداع عند الطلاب الموهوبين.
  • على المعلم أن يكون داعمًا للطالب الموهوب باستمرار.
  • الاعتماد على أساليب حديثة تفاعلية في التعليم تشجع التفكير والتحليل والابتكار.
  • التواصل مع أولياء الأمور بهدف التنسيق لدعم موهبة الطلاب الموهوبين وصقلها وتوفير الدعم العاطفي اللازم.
  • تحفيز الطلاب على التواصل الفعال من خلال طرح أسئلة، وتنظيم النقاشات، والأنشطة التفاعلية.
  • يجب أن يكون المعلم جاهز للتعامل مع التحديات التي قد يواجهها الطالب الموهوب وتقديم الدعم اللازم.
  • من الضروري أن يكون المعلم قادرًا على مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب وأن تكون لديه المهارة الكافية على تحديد نقاط القوة والضعف عند كل طالب، بهدف إعداد خطة فردية وتلبية احتياجات كل طالب بحسب موهبته ومهاراته.

ما هي أهم خصائص الطلاب الموهوبين؟

هناك علامات ومميزات تظهر عند الطالب الموهوب تميزه عن غيره من الطلاب ويمكن تلخيص أهمها من خلال النقاط التالية:

  • الطالب الموهوب لديه قدرة على التعلم أسرع من الطلاب العاديين.
  • يتميز بتركيزعالٍ وملاحظة دقيقة.
  • لديه قدرة عالية على التحليل والتفكير وإيجاد حلول للمشكلات بطرق مبتكرة غير تقليدية.
  • الطلاب الموهوبين مبدعين وقادرين على ابتكار أفكار جديدة.
  • الطالب الموهوب لديه طاقة ونشاط أكثر من الآخرين.
  • يتميز بقدرته على التواصل مع الآخرين.

ما هي بعض أنواع المواهب؟

Picture1(20)

تتنوع المواهب والمهارات التي يتميز بها كل طالب عن غيره ويمكن ذكر أهمها من خلال النقاط التالية:

  • مواهب فنية، وتندرج تحتها الرسم والموسيقى وغيرها.
  • مهارات اجتماعية، وتشمل القدرة على التواصل والتفاعل مع المجتمع والقدرة على الإقناع.
  • قدرات رياضية، وتشمل القدرة البدنية التي تساعد على ممارسة مختلف النشاطات الرياضية والقدرة على التوازن والتناسق الحركي وغيرها.
  • مهارات عقلية، وتندرج تحته المهارات الرياضية والتفكير والتحليل، بالإضافة إلى حل المشكلات.
  • مهارات لغوية، وهي تشمل القدرة على التعبير والقراءة والكتابة الإبداعية ببراعة.
  • مواهب رقمية، وتشمل الطلاب الموهوبين في مجالات علوم الحاسب والذكاء الاصطناعي والميكاترونكس ومهارات

الخاتمة

ماذا لو ركز التعليم على تنمية المواهب بدلاً من الحفظ والتلقين؟ هو سؤال جوهري أجبنا عليه من خلال فقراتنا اليوم وتعرفنا أن تنمية الموهبة لدى الطلاب مسؤولية وضرورة لإعداد جيل مبدع وناجح، وأن أسلوب التلقين والحفظ في التعليم أسلوب مليءٌ بالسلبيات التي تقف عائقًا أمام تطور الطلاب واكتشاف مهاراتهم.