للتواصل معنا
رواية السمان والخريف من تأليف الأديب نجيب محفوظ، إحدى الروايات الكلاسيكية في ذاكرة الأدب المصري الأصيل، رواية ذات الطابع الفلسفي تجسد فيها تحولات المجتمع المصري بعد ثورة 23 يوليو، صراع بين السلطة والشعب والغني والفقير.
ملخص رواية السمان والخريف من تأليف الأديب العالمي نجيب محفوظ، تُعد من الروايات ذات الطابع الفلسفي والوجودي، تنتمي إلى الأدب الواقعي، وتُجسّد تحوّلات المجتمع المصري بعد ثورة يوليو عبر بطل يتهاوى داخليًا، في هذا العمل، تتقاطع الذاكرة والخذلان، وتنحلّ الروح شيئًا فشيئًا في مواجهة السقوط.
كان عيسى الدباغ في أوج السلطة، موظف حكومي نافذ وعضو بارز في حزب الوفد، كان قاب قوسين من منصب مرموق وزواج من ابنة باشا كبير، ثم جاء الحدث الذي غير كل شيء، اندلاع ثورة 1952، سقط الملك، انهار حزب الوفد، فُصل عيسى من عمله، أُفسخت خطبته، وما تبقى له سوى صور باهتة من ماضٍ لم يعد موجودًا.
رواية السمان والخريف تُصوّر رحلة هذا الرجل الذي لم يكن مستعدًا للانتهاء، ظلّ يعتقد أنه يستحق المجد، لكن الواقع تغيّر ولم يتغير هو، فصار وجوده عبئًا على نفسه، هل كان يستحق ما حدث له؟ وهل تستحق البلاد ثورتها؟ أسئلة لا يجد لها إجابة، وكل من حوله يواصل حياته، إلا هو.
هرب عيسى إلى الإسكندرية، المدينة التي تخفي بداخلها كل شيء، الشجن والبرد والانكسارات، وهناك التقى ريري، فتاة الليل التي منحته دفئًا مؤقتًا، وحين صار الحمل حقيقة، طردها دون ندم، لاحقًا، تزوّج من امرأة ثرية مطلقة، ثم غاص في القمار والفراغ، ورأى في وجه كل شخص دليلاً على خيبته القديمة.
وفي مشهد رمزي بديع في رواية السمان والخريف، يجلس عيسى تحت تمثال سعد زغلول، يحاوره الظلام، فيأتي شاب يحمل وردة، يتحدث ثم يمضي، ويمضي عيسى خلفه، هل هي بداية جديدة؟ أم وهم جديد؟ لم يجب محفوظ بشكل مباشر، لكنه ترك فتحة ضوء وسط العتمة.
العمل لا يُمجد الثورة بشكل أعمى، بل يُقدّم نقدًا ناعمًا لمساراتها الأولى، فالثوار حين يُسقطون رجال الملكية، لا يسقطون معهم الفساد كله، والضحية ليس دومًا مذنبًا، لم تطرح رواية السمان والخريف هذا مباشرة، لكنها ألقته في وجه القارئ كمرآة مكسورة.
قالت له أمه ذات مرة: "الدنيا ليست أمّك ولا أخواتك"، جملة تلخّص كل شيء، الكبرياء الذي كان سلاحه صار خنجرًا في خاصرته، رواية السمان والخريف تحفر في النفس، وتسائل عن المعنى في زمن يذوب فيه القديم ويبدو الجديد بلا ملامح.
لأنها تُجيد طرح السؤال الصعب، لا تُعطي إجابات، بل ترسم ملامح الإنسان المكسور الذي يسقط بلا صوت، تُعالج قضايا الهوية والسياسة والفراغ بتقنية فنية رفيعة، ولأن نجيب محفوظ كتبها عام 1962، فقد سبق بها زمنه، لم يكن يرى الثورة آنذاك بعين النقد الكامل، لكنه في ثرثرة فوق النيل والكرنك عاد ليُكمل تأملاته.
إذا كنت تودّ تحليل شخصيات رواية السمان والخريف أو تفكيك رمزية التمثال، فالعمل مليء بالإشارات، ويمكنك أيضًا تحميل رواية السمان والخريف PDF أو قراءة تلخيص رواية السمان والخريف على أكثر من موقع، لكن هذا الملخص يقدم لك جوهرها الحقيقي.
إعلانك يمكن أن يظهر على منصتنا التعليمية الان