ملخص كتاب الطريق من هنا | على دروب النهضة

ملخص كتاب الطريق من هنا للكاتب الشيخ محمد الغزالي، شيءٌ ما في هذا الكتاب يجعل القارئ يشعر أن الكلمات تنبع من قلب موجوع، يحمل همّ أمة جُرحت حتى كادت تنزف روحها، كتاب الطريق من هنا ليس صفحات تُقلّب بل نداءات توقظ الساكن في أعماقك، صرخات في وجه الظلام وهمسات تحنو على قلب المؤمن وتقول له:

الطريق من هنا!

الغزالي لا يهادن الواقع بل يصارحه ولا يطبطب على الجراح بل يغوص فيها بحثًا عن أصل الألم، يرى أن نهضة الأمة ليست وهمًا بل حتمية لكن لها طريق لا يمر بالكرسي أولًا بل بالقلب والعقل والوعي، يفرّق منذ البداية بين فريقين: من يتجه نحو السلطة أملا في التغيير ومن يبدأ بالشعوب ووعيها هو يختار الطريق الثاني، فـكتاب الطريق من هنا يؤمن أن الاستيلاء على الحكم دون إصلاح الناس انتقال من فساد إلى فساد، أما صلاح الجماهير فطريق الأنبياء.

لكن كيف نصلح شعوبًا جرى عليها استعمار لم يخرج إلا بعد أن خلف وراءه عقولًا مشوهة؟ لا بد أن نعترف أن الاستعمار لم يغادر إلا وقد ترك لغته وثقافته في الأذهان وأخضع الحركة الاقتصادية والدينية والإعلامية لخدمته، يحذر الغزالي من التشوش الذي أصاب نظرتنا لذواتنا، فقد أصبحنا نقابل العدو بفهمٍ ساذج، كطبيب يعالج رأس المريض بوضع جبيرة على قدمه.

كتاب الطريق من هنا محمد الغزالي يخصص مساحة واسعة للعلم فيراه الميدان الأول الذي هُزم فيه المسلمون، لم يعد العلم في بلاد الإسلام نابعًا من الذات بل مستوردًا والجهل هو السائد، كيف يعقل أن تمتلك الأمم الأخرى أجهزة بحثية ضخمة، بينما يتخلف المسلمون عن فهم كتاب ربهم؟ حين نُهزم علميًا فنحن بحاجة للغير في كل شيء من استخراج ثرواتنا إلى بناء مساكننا، إنه التخلف لا في الوسائل فقط بل في الوعي.

ثم يلتفت إلى ميدان الأخلاق فيرثي حال المجتمعات الإسلامية التي استبدلت شرع الله بأعراف الناس والعقل بالأهواء من الإسراف إلى النفاق الاجتماعي، ومن تزوير الانتخابات إلى الغش في الامتحانات، كل شيء صار مشوهًا! فأين الإسلام الذي نعرفه من هذه الممارسات؟ كتاب الطريق من هنا يطرح هذه الأسئلة دون مواربة.

ولم يغفل الغزالي عالم المرويّات بل ينتقد بشدة تلك الأحاديث الضعيفة التي طغت على الصحيحة، وشكلت وعي الأمة دون تمحيص، التعامل مع الحديث الشريف لا يُرفض لكنه يحتاج فحصًا دقيقًا كي لا نبني أفكارًا على الرمال.

يقين بالنصر في بئر من الأوجاع!

في ظل هذه الأوجاع انتعشت أحقاد الأعداء تحاصر الأمة كي لا تنهض من جديد، ومع ذلك لا يفقد المؤلف يقينه بل يؤكد أن الأمة ستنهض، لكنه نهوض مشروط لا يكون إلا بعد أن تزول الأوهام، وتُفهم السلطة لا كغنيمة بل كأمانة وبعد أن تبرأ الشعوب من عللها.

فالنهضة لا تصنعها الحكومات الفاسدة بل المجتمعات السليمة، إن تعافي الأمة يتطلب مراحل متتابعة من التربية والإصلاح عبر أجيال تتعهد المسيرة بإخلاص، حينها فقط تعود دولة الإسلام إلى وظيفتها الأولى: أن تكون نموذجًا عالميًا في الأخلاق والعدل والمعرفة، أن تعيش الخير قبل أن تدعو إليه وتُري الناس الإسلام في أسواقها وفنونها وملاهيها وآدابها.

عدد صفحات كتاب الطريق من هنا ليس ما يهم بل الأسئلة التي يثيرها في القلب، من أنا في خريطة النهضة؟ أمع العوائق أم مع صانعي الطريق؟ سؤال يبقى معك بعد أن تطوي الصفحة الأخيرة من كتاب الطريق من هنا.

هو كتاب لا يُقرأ فقط بل يُفكّر فيه ويُعاش ويُترجم إلى موقف، فإذا بحثت عن الطريق من هنا pdf لتقرأه، فلتكن قراءتك بداية السير لا نهايته.

إذا أردت إثراء حصيلتك المعرفية والأدبية بإمكانك الاطلاع على الكتب الآتية:

كتاب حوار مع صديقي الملحد للكاتب مصطفى محمود

ملخص كتاب وحي القلم للكاتب مصطفى صادق الرافعي

ملخص كتاب وإذا الصحف نشرت للكاتب أدهم شرقاوي