
للتواصل معنا
ملخص رواية جريمة العقار 47 للكاتبة نهى داود، في زاوية تبدو هادئة من الحياة تعيش صفاء.. امرأة مصرية بسيطة تؤدي أدوارها اليومية كأم وزوجة وجارة تطهو وتنظف وترعى، لكنها لا تدري أن وراء ستائر الروتين تكمن العاصفة التي ستقتلع ثباتها من الجذور، في رواية جريمة العقار 47 لا شيء يبدو كما هو لا الهدوء دليل أمان ولا العادي يحمل البراءة، بل تنقلب الحياة على كف حادثة واحدة تهز أركان الصفاء وتكشف عن صراخ طويل مكتوم في الظلال.
ماذا يحدث حين يصبح أقرب الناس إليك هم الجرح؟ هل يُحتمل أن يتحوّل حضن العائلة إلى مساحة فارغة من الحنان؟ هذا هو الألم الحقيقي الذي تلمسه رواية جريمة العقار 47، تأخذنا الكاتبة نهى داود إلى عوالم نفسية مرهفة تئن خلف الأبواب المغلقة، جدران العقار الذي يحمل الرقم 47 تشهد على سقوط بطلتها في بئر الاكتئاب.. ذاك البئر الذي يتسع كلما قست الكلمة وجف الحنان.
الرواية لا تكتفي بجعل صفاء ضحية مشكلات الحياة اليومية، بل تدفعها الكاتبة إلى مواجهة جريمة قتل مروعة تقع في الشقة المقابلة، أي عبء هذا حين تكون المرأة مثقلة بوجع داخلي ثم تجد نفسها شاهدة على جريمة تلطخ الدماء أرضها المجاورة؟ وهل من سبيل لفهم ما حدث؟ تتفرد الرواية بلمسة فانتازيا مشوقة حين تظهر خاصية الأطياف عبر تطبيق في هاتف صفاء.. تلك الأطياف التي تتحول إلى دليل خفي يرشح الألم من الأرواح ويعري المستور.
هل نُعاقب أحيانًا على امتلاكنا بصيرة زائدة؟ وهل المعرفة نعمة أم نقمة؟ في جريمة العقار 47، تُطارد صفاء أسئلة لا تملك لها إجابة، فكلما ازداد وضوح الصورة أمامها.. ازدادت عتمة قلبها، ووسط زحام الألوان التي تراها بأطيافها لا تجد مكانًا للطمأنينة، فهل ستقودها بصيرتها لحل اللغز؟ أم تجرها إلى مزيد من الجنون؟ هذا السؤال لا يُطرح صراحة.. بل ينساب من بين سطور الرواية ويُلقى في حجر القارئ.
ملخص رواية جريمة العقار 47 لا يمكن اختصاره بكلمة "جريمة"، بل هو ملحمة شعورية متكاملة وتشويق وعمق نفسي وخيال وواقعية لا ترحم، نتابع تطور بطلتها لا فقط في سياق الجريمة بل في رحلة اكتشاف ذاتها الجديدة، صفاء التي كانت تطهو وتخضع وتتنازل.. لم تعد هي، فالحادث يكشف أكثر مما يخفي والمرآة التي تعكس الأطياف تعيد تشكيل الروح.
رواية جريمة العقار 47 تتبع نمط أدب الجريمة الاجتماعي بحرفية تجمع بين التشويق والسلاسة، تجيد الكاتبة خلق بيئة بوليسية ذات طابع محلي.. حيث لا مسدسات ولا مطاردات بل دموع مكبوتة وأسرار غائرة في النفوس، حتى الجارات في العقار يتحولن إلى شخوص درامية مشحونة، يتقاطع حضورهن مع الخوف والحكم الأخلاقي، وكأنهن يمثلن المجتمع بكل فضوله وقسوته.
هل سبق أن شعرت بأنك مراقَب داخل بيتك؟ وأن حياتك عرضة للتقييم من غرباء يعيشون معك في نفس البناية؟ تلك الإحساسات المؤلمة تعالجها نهى داود ببراعة سردية مذهلة في رواية جريمة العقار 47.
الأسلوب الأدبي في الرواية يمزج بين اللغة الانسيابية والحوار الذكي، تبتعد الكاتبة عن الزخرفة الزائدة وتقترب أكثر من بساطة تعبير تحمل عمقًا مضاعفًا، وهكذا تحقق الرواية شرط الإمتاع الخالص دون أن تفقد رسالتها الإنسانية عن المرأة التي تسحقها الضغوط اليومية، أما تحميل رواية جريمة العقار 47 فهو ليس مجرد فعل إلكتروني، بل دعوة لدخول عالم مألوف وغريب في آن.
تثبت نهى داود المهندسة السابقة، أنها تملك أدواتها الأدبية كروائية متمكنة من أدوات التشويق، تقدم جريمة العقار 47 رواية أدب جريمة نهى داود بأسلوب يقف عند مفترق الفانتازيا والواقع دون أن يُفقد النص اتزانه، إن من يقرأ الرواية لا يخرج منها كما دخل، فكل سطر فيها يعيد طرح سؤال عن الألم وعن الخطر وعن معنى أن ترى ما لا يُرى.
إذا أردت إثراء حصيلتك المعرفية والأدبية بإمكانك الاطلاع على الكتب الآتية:
رواية اكتشفت زوجي في الأتوبيس من تأليف الكاتبة دعاء عبد الرحمن
ملخص رواية مدينة الموتى من تأليف الكاتب حسن الجندي
رواية في حضرة الجان من تأليف الكاتب حسن الجندي