
للتواصل معنا
ملخص رواية جمهورية كأن للكاتب علاء الأسواني، في قلب ميدان التحرير، حيث النبض ليس مجرد هتاف بل معنى، وحيث الأرواح لم تخرج للهو بل للحرية، يكتب علاء الأسواني رواية جمهورية كأن لا باعتبارها عملًا أدبيًا فحسب، بل توثيقًا إبداعيًا للحظة تحوّلت فيها مصر من حلم إلى سؤال مؤلم، هنا لا تبدأ الرواية بشخصية ولا تنتهي ببطل فردي، فالميدان نفسه هو البطل، والمواطن العادي هو الراوي، والدولة بكل عنفها ودينها وإعلامها وأصفادها هي الخصم.
ما ترويه رواية جمهورية كأن ليس الحلم كما كنا نعرفه، بل الحلم كما استُبيح وتحوّل إلى كابوس، لم يعد يناير ميدانًا فقط، بل صار ساحة للمواجهة العارية بين شعب يريد الحياة ونظام يُتقن صناعة الموت البطيء، يظهر ميدان التحرير كقديسٍ يحمل دماء شهدائه على ثيابه، محاطًا بوجوه لا تشبه بعضها لكنها توحّدت في الغضب.
في قلب الرواية يتجسّد الجلاد في صورة اللواء علواني، الذي يملك مفاتيح الفاشية كاملة، رجل واحد بوجهين: الدين والإعلام، الأول يلوّح بالآخرة والثاني يشوّه الحاضر، عبر هذه الشخصية تنسج رواية جمهورية كأن سردية قهر تتكرر في كل الأزمنة، لكنها هنا أكثر ضراوة لأنها قريبة من وجعنا المعاصر.
الأسواني لا يرسم شخصيات مثالية، بل شخصيات حقيقية من لحم الوطن ودمه، وجوه حالمة وأخرى خائفة، رجال ونساء يعرفون أن ما بعد الثورة ليس دائما فجرًا، البعض ظل صامدًا، والبعض الآخر انهار أمام عصي الدولة وإغواء الخوف، ومع ذلك، اجتمعت هذه الوجوه على معنى واحد: لا عودة قبل الكرامة.
تستند رواية جمهورية كأن إلى ما قاله كونديرا: الإبداع حين يحول المأساة إلى رواية، يحرّرها من سطوتها، فما لا نستطيع تغييره على الأرض، يمكننا فضحه في الأدب، وهنا يظهر الأسواني لا كروائي فقط، بل كمؤرخ للإنسان المقهور، وكسارد يواجه البطش بالقلم.
الاسم ليس صدفة، لأن كل شيء في الرواية يجري "كأننا" نعيش في جمهورية، "كأن" هناك عدالة، و"كأن" هناك دستور، هذه الكلمة تختصر المفارقة المريرة بين الظاهر والمخفي، بين الحلم الرسمي والواقع الحقيقي، لذا فإن كل قارئ يبحث عن تحميل رواية جمهورية كأن يدرك أنه لا يبحث عن تسلية، بل عن وثيقة أدبية لفهم بلد.
بخلاف أعمال أخرى حاولت تجميل ما حدث، جاءت رواية جمهورية كأن لتقول الحقيقة كما هي، موجعة، دامية، لكنها ضرورية، ولذلك فإن كثيرين يبحثون اليوم عن تحميل كتاب جمهورية كأن أو نسخة جمهورية كأن pdf لأنها ما زالت تعكس لحظة لم تندمل، في الرواية لا خلاص نهائي، لكن فيها ما يذكرنا بأننا لا يجب أن ننسى.