
للتواصل معنا
ملخص كتاب ساعة عدل واحدة للكاتب سيسيل ألبورت، ليس مجرد وثيقة طبية بل شهادة دامغة على عصر كامل، يقدّم المؤلف رؤية طبيب عاش بين جدران المستشفيات المصرية في زمن الملك فاروق، لم يكتف بوصف الواقع بل حوّله إلى مرآة يرى فيها القارئ حجم الفساد وعمق المأساة.
في البداية يصحبنا الكاتب إلى لحظة دخوله أرض مصر، لم يكن يتوقع أن يجد هذا الكم من الفقر والحرمان، لكنه اصطدم بواقع يفوق الخيال، وصف الفلاحين بأنهم مستعبدون، بل إن العبيد في رأيي ينالون حقوقًا أكثر منهم، ومن هنا بدأت رحلته التي تحولت إلى شهادة تاريخية حملت اسم كتاب ساعة عدل واحدة.
في الفصل الأول يوضح العلاقة بين كلية الجراحين الملكية في إنجلترا والمستشفيات المصرية، وكيف انعكست هذه الصلة على مستوى الأطباء والطلاب، وفي الفصل الثاني يفضح جهل بعض الأطباء الجدد، ويؤكد أن الإكلينيكيات هي روح الطب، ومع ذلك يتم إهمالها، ثم ينتقل إلى الحديث عن تاريخ مصر من الفراعنة حتى الاحتلال الإنجليزي ليقارن بين مجد الماضي وحاضر يتآكله الفساد.
لم يقتصر نقده على المؤسسات الطبية، بل فتح النار على النظام الإداري والحكومي، تساءل: كيف لموظف محدود الراتب أن يصبح من أصحاب المال والنفوذ؟ وكيف تُهدر الأموال في الحفلات بينما المرضى يتضورون جوعًا؟ تساؤلات جعلت كتاب ساعة عدل واحدة أقرب إلى محاكمة علنية للنظام.
تناول الكاتب أوضاع المستشفيات من الداخل، مبانٍ شاهقة لكن دون دواء أو غذاء أو عناية.
وصف فساد التمريض والتمرجية، وضربهم للمرضى وابتزازهم.
كشف أن الأدوية كانت تُسرق وتباع في السوق السوداء بينما يعاني الفقراء من الألم.
ويواصل المؤلف رسم لوحات قاتمة عن الجامعة، الطلاب يتكدسون دون رقابة أو نظام، المعيدون والأساتذة يمارسون التعسف، والتعيينات تسير بالمحسوبية لا بالكفاءة، كل ذلك جعل من كلية الطب مسرحًا للفوضى.
لكن كتاب ساعة عدل واحدة لم يكن مجرد نقد سلبي، فقد حاول ألبورت إصلاح الواقع، اقترح طرقًا لتطوير التعليم الطبي وتنظيم عمل التمريض، إلا أن مقاومة الفساد كانت أعتى من محاولاته، حتى استقالته لم تكن هروبًا بل صرخة أخيرة علّها توقظ الضمائر.
خصص الكاتب فصولًا كاملة للحديث عن الفلاح المصري، عن بؤسه المزمن وعن أمراض متوطنة كالملاريا والبلهارسيا والدوسنتاريا التي حصدت أرواح الآلاف، وتحدث عن النساء وحقوقهن الضائعة، سواء في المجتمع أو بين الطبيبات اللواتي حُرمن من أماكنهن الأكاديمية، كما فضح انهيار النظام الصحي أمام أوبئة كالتيفوس والجدرى، وكيف مات الآلاف بسبب الغرور ورفض المساعدات الأجنبية.
في نهاية المطاف وزع نشرة فضح فيها كل أوجه الفساد، من الجامعات إلى المستشفيات، جاءت ردود الأفعال متباينة، بين من شجعه ومن اتهمه بالتحامل، لكنه أصر أن الحقيقة لا بد أن تُقال، هكذا وُلد كتاب ساعة عدل واحدة pdf ليكون وثيقة مؤلمة عن حقبة لم تعرف العدالة.
لقد غادر مصر مثقلاً بالخذلان لكنه ترك أثرًا باقيًا، كتابه لم يكن مجرد نص بل شهادة دامغة على أن المجتمعات لا تنهض إلا بالعدل، وما أحوجنا إلى أن نعيد قراءة كتاب ساعة عدل واحدة pdf لنرى أنفسنا في مرآة التاريخ.