M3aarf Telegram

ملخص رواية صلاة الممسوس | لعنة الزمن

كتابة : حسن الجندي

كتاب صلاة الممسوس من تأليف حسن الجندي، يأخذ القارئ في رحلة غامضة عبر حقبتين تاريخيتين، حيث تتقاطع لعنة قديمة مع مصير أبطال شباب، في عالم تسكنه الكيانات الخارقة والخيانات المتوارثة.


ملخص الكتاب

ملخص رواية صلاة الممسوس للكاتب حسن الجندي الذي يعود إلى عالمه الأثير، عالم الجن والأساطير الممزوجة بواقع دموي وتاريخ مُعتم. لكن هذه المرة، تختلف النغمة. فليست الرهبة هي الغالبة، بل الحيرة. الحيرة من الحكاية. من الزمن. من المصير. رغم الاسم، فإن صلاة الممسوس تكاد تخلو من الرعب الذي عرفناه في أعماله السابقة. فهل خُدِعنا بالعنوان؟ أم أن الرعب هذه المرة كان خفياً، نابعاً من خيانة الإرث وثقل السلالة؟

زمنان يتنازعان النص:

تنقسم رواية صلاة الممسوس إلى خطين زمنيين. الأول يدور بين 1365 و1406، إبان عهد المماليك، مع شخصية الأمير سعد الدين إبراهيم الغراب، وهي شخصية حقيقية ذات قبة باقية إلى يومنا هذا. والثاني في زمننا الحديث بين 2002 و2011، حيث يظهر سليم العُماني، المراهق الذي يشهد مجازر وانهيارات تفرض عليه درباً لم يختره. لكن الرواية، رغم الطموح، لا تنجح في المزج بين الزمنين بسلاسة. فالحبكة تفتقر إلى العقدة المحكمة، وتترك القارئ في تيه سردي لا يقوده شعور ولا منطق.

أبطال لا يطلبون تعاطفك:

هل سبق وقرأت رواية لا ترغب في أن تتعاطف مع أبطالها؟ هذا ما يفعله حسن الجندي هنا. في رواية صلاة الممسوس، شخصيات كـ"سليم" و"ماجد" و"إبراهيم الغراب" و"عبد الرحمن" تُروى مآسيهم دون أن تُمنح فرصة للتنفس أو للبكاء. الماضي يطاردهم بقسوة، والوراثة تجرّهم نحو أقدار مظلمة. فهل كانت اختياراتهم حقاً لهم؟ أم أن الدم وحده من قرر المصير؟ ذلك سؤال يتكرر دون إجابة.

الأسطورة تبتلع التاريخ:

حين نقرأ عن عائلة غراب، التي أسلم أحد أجدادها وتولى الإسكندرية في عهد المماليك، نجد أنفسنا أمام محاولة دمج بين وقائع تاريخية وأساطير سوداء. غراب استدعى كياناً قديماً. كياناً من الجن لا يمكن السيطرة عليه. من خلال هذا الخط، ينغمس القارئ في دسائس القصور، وخيانات الجند، وسحر النحاس. شخصيات ثانوية مألوفة تظهر مثل "عباد" و"جساس"، فيما تعود بنا الذاكرة إلى ثلاثية "حاكم الجان" المسموعة. فالأسلوب، والأسماء، والكون نفسه يتشابه حد الالتباس.

عوالم تتقاطع في عمارة واحدة:

في المعادي، وتحديداً في عمارة "أبرا كادبرا"، تجتمع العائلات: الحزيري، الغراب، الدوام. جميعهم على خط تماس واحد، يحمون "الطفل المختار" الذي يجب عليه أن يبيد الكيان الوراثي. البعض يريد ترويض الجن، وآخرون يطمحون لفنائه. في هذه الفوضى، يبرز "فتحي النمطي" كشخصية تحمل رموزاً مخادعة، لكنها للأسف الوحيدة التي تفاجئ القارئ حقاً.

نهاية مربكة لصراع طويل:

هل يعقل أن يُنهى صراعٌ استمر ستة قرون في ثلاث دقائق؟ هذا ما تفعله النهاية المستعجلة في رواية صلاة الممسوس. "بودي" الذي حُجب عقله بعملية جراحية يتحول فجأة إلى مقاتل خارق يقتل "مالك غراب" بضربة. "قرين" يُفني الجن الثامن بعد لحظات من ظهوره. نهاية تفتقر للرهبة، وللدهشة، وللعدالة السردية. نهاية تدفعك للبحث عن صفحات ناقصة. لكنها ليست ناقصة. بل مختصرة. مسلوقة. مفاجئة بلا قيمة.

الرعب الغائب والبديل الاجتماعي:

ليست رواية صلاة الممسوس رواية رعب بالمعنى المعروف. لا "ما وراء الطبيعة" هنا، بل صراع اجتماعي/تاريخي مغطى برداء غيبي. عائلات تتوارث السحر. أبناء يرثون اللعنة قبل الاسم. وخيانات تتكرر دون مبرر واضح. هل نحن أحرار فعلاً حين نُرغم على الاختيار؟ هذا هو السؤال النهائي الذي تطرحه صلاه الممسوس، لا عن طريق الإجابة بل عن طريق التكرار المؤلم

 

إذا أردت إثراء حصيلتك المعرفية والأدبية بإمكانك الاطلاع على الروايات الآتية:

رواية مدينة الموتى من تأليف الكاتب حسن الجندي

رواية في حضرة الجان من تأليف الكاتب حسن الجندي

رواية المرتد من تأليف الكاتب حسن الجندي