
للتواصل معنا
ملخص كتاب فن اختيار شريك الحياة للكاتب خليفة محمد المحرزي، هل فكرت يومًا أن اختيار شريك الحياة قد يكون أعقد من اختيار الوظيفة أو السكن أو حتى الطريق الذي تسلكه؟ كتاب فن اختيار شريك الحاة للدكتور خليفة المحرزي يعيد ترتيب الأولويات ويعيد تعريف مفهوم الزواج بأنه ليس مجرد رباط اجتماعي بل هو هندسة دقيقة للقلب والعقل قبل أن يكون علاقة عاطفية.
يفتتح الكاتب كتاب فن اختيار شريك الحياة بتأكيده أن قرار الزواج لا يُؤخذ على عجل ولا يُبنى على نزوة، إنه أشبه بوضع أول لبنة في بناء مصيري، التمهل لا يعني التردد بل هو عين الحكمة، لا تختر شريكًا لأنك تود الهرب من الوحدة أو لأنك انبهرت بمظهر عابر، اختره لأنك وجدت فيه المعنى والامتداد والاتساق.
كم من زيجات انهارت رغم الفرح الباذخ والاستعداد البصري المذهل؟ يشير الكاتب أن السر في فشل كثير من الزيجات هو سوء الاختيار، في كتاب فن اختيار شريك الحياة يؤكد المحرزي أن الحب وحده لا يكفي إن لم يُدعّم بفهم وتوافق وأهداف مشتركة، الحب دون وعي قد يكون مخدرًا يطفئ العقل ليشعل الفوضى.
ما الذي يجعل الاختيار صائبًا؟ ثلاثة أعمدة أساسية كما يشرح كتاب فن اختيار شريك الحياة:
القناعة الداخلية بفكرة الزواج
الفهم العميق للطرف الآخر
وضوح الهدف من العلاقة
من هنا تتشكل الرؤية ومن هنا يُصان القلب من الانكسارات، الاختيار ليس بحثًا عن الكمال بل عن الملاءمة والانسجام في المسار.
يتحدث المؤلف عن “نظرية الزوايا الحادة” كرمز للتحديات الكامنة في كل علاقة، لا أحد يخلو من العيوب، الفارق الوحيد هو كيف نتعامل مع هذه الزوايا، هل نحتك بها فتنكسر العلاقة؟ أم نميل عنها بمرونة العقل ومحبة الروح؟ هذا ما يطرحه كتاب فن اختيار شريك الحياة بأمثلة حية وتحليلات دقيقة.
سؤال شائك يتكرر كثيرًا، هل ننتظر الحب قبل أن نختار؟ أم يأتي الحب كنتيجة للاختيار؟ يقدم الكتاب منظورًا متوازنًا، الحب الصادق قد يُبنى تدريجيًا بعد الزواج عندما يكون الطرفان مستعدين للتضحية والقبول والنمو المشترك، أما الحب الذي يُبنى على المشاعر وحدها فقد يكون هشًا أمام أول اهتزاز.
في فصوله الأخيرة، يفتح كتاب فن اختيار شريك الحياة بابًا مهمًا حول الأسئلة التي يجب طرحها قبل الإقدام على خطوة الزواج، ليست أسئلة اختبار بل أسئلة حياة، تتناول الطباع والقيم والأهداف والرؤية المستقبلية، الصراحة هنا لا تُفسد الود بل تصونه من الكسر لاحقًا.
في النهاية، يعلمنا الكتاب أن الزواج ليس كما تصوّره الروايات، إنه ليس قصيدة حب دائمة بل عمل مشترك ومشروع طويل الأمد، لا تجعل الشكل يُخدعك ولا تجعل العاطفة تقودك وحدها، اختر بمنطق القلب الناضج لا القلب المُندهش فقط.