
للتواصل معنا
ملخص رواية قضية ست الحسن للكاتبة ميرنا المهدي، هذه الرواية التي تبدأ بسؤال يشق الظلام: هل يمكن أن يكون القتل رسالة؟ في قلب ميدان التحرير، تُذبح طالبة بطريقة وحشية وتُترك بجسدها المدمى في سيارتها، كأنها تمثال فجيعة لا يطلب النجاة بل يسأل عن السبب، لا تمر أيام حتى يحترق صحفي في شقته بينما يظل كل شيء حوله سليماً، وفي الخلفية تكتب يد مجهولة على الحائط "الله أكبر" كأنها توقيع غيبي على جريمة لا تملك تفسيرًا.
رواية قضية ست الحسن لا تقدم جريمة واحدة بل ثلاثًا، كل واحدة تنفجر في وجه المحقق نوح الألفي ككابوس جديد، زوجة منتج شهير تُلقى من شرفتها ليلة رأس السنة في مشهد يحتفل بالموت لا بالحياة، أطفال شوارع يُسممون بمادة الأتروبين القاتلة التي يصعب الوصول إليها، كل واقعة تبدو منفصلة، غير أن تشييد القصة لا يخدعك، لأن ثمة خيطًا خفيًا يشد بينها جميعًا، هنا تبدأ رحلة نوح، ويبدأ القارئ في اكتشاف أن الجرائم ليست عبثًا بل رسمٌ لنبوءة قديمة تتعلق بمصير وطن.
ما يميز بطل رواية قضية ست الحسن ليس ذكاءه فقط، بل هبته الغامضة التي اكتسبها بعد حادث غيّر إدراكه للعالم، نوح الألفي لا يرى بالعين وحدها بل بالبصيرة، يعاونه قطز المحمدي، زميله في التحقيق، والمرآة التي تنعكس فيها شكوكه، معًا، يشكلان فريقًا لا يبحث فقط عن القاتل، بل عن المعنى المخفي في الخراب، كل جريمة تمثل لهم لغزًا في رقعة قدر أكبر منهم جميعًا.
في نهاية رواية قضية ست الحسن، ينكشف النقاب عن العقل المدبر وراء كل هذه الكوارث، سالم، مرشد سياحي يعمل في منطقة الأهرامات، استخدم أسماء مستعارة وشخصيات متعددة ليرتكب جرائمه كمن يكتب فصلاً من رواية جنون، ظن أن أفعاله ستنقذ مصر من مصير مجهول، مؤمنًا بنبوءة راسخة في عقله لا يراها أحد سواه، هو قاتل لكنه أيضًا رمز لجنون يتسلل بين السطور، ويستغل الرموز الدينية والتاريخية ليبرر الدم.
لا يوجد في الرواية شخصية اسمها ست الحسن، الاسم كان مجرد ستار استخدمه سالم في إحدى جرائمه، ليخدع ويضلل ويزرع الرعب، الكاتبة استخدمت العنوان لتخلق غموضًا من البداية، لكنك حين تقرأ تدرك أن ست الحسن فكرة لا جسد، ربما كانت رمزًا للفتنة، أو القناع الذي اختبأ خلفه الخراب، وربما كانت وجه الوطن حين يُشوَّه تحت ذرائع مضللة.
رواية قضية ست الحسن مكتوبة بأسلوب مكثف ومثير، تقدم جرائم مستقلة ثم تعود لربطها في نهاية محكمة، الحبكة لا تسير خطيًا بل تتنقل بين المشاهد، فتخلق جواً من الترقب يليق بالروايات البوليسية المتمكنة، التشويق لا يأتي من عدد القتلى بل من اقتراب المحقق شيئًا فشيئًا من الحقيقة القاتلة.
لأنها رواية بوليسية لا تكتفي بالكشف عن القاتل، بل تضع القارئ أمام سؤال أعمق: كيف يتحول الإيمان إلى جنون؟ كيف يمكن أن تقود النبوءة إلى الدم؟ رواية قضية ست الحسن ليست فقط حكاية تحقيق، بل مرآة لانهيار الإنسان حين يضع نفسه في موقع الإله.
إذا كنت تبحث عن قراءة رواية قضية ست الحسن، فستجد نفسك في عوالم من الغموض والدهشة، تحميل رواية قضية ست الحسن متاح عبر عدة منصات إلكترونية، ويمكنك اقتناؤها بسهولة، أما سعر رواية قضية ست الحسن فهو في المتناول مقارنة بعمق محتواها، وبخصوص عدد صفحات رواية قضية ست الحسن فهي في حدود 270 صفحة، ما يجعلها مناسبة لقراءة ممتعة دون تطويل ممل.