ملخص كتاب الأمية | جرح الذاكرة ونضال اللغة

المؤلف : أغوتا كريستوف

كتابة : ياسر مرعي

كتاب الأمية من تأليف الكاتبة المجرية أغوتا كريستوف هو سيرة ذاتية موجعة ترصد معاناتها في المنفى السويسري وصراعها القاسي مع اللغة الفرنسية التي وصفتها بـ"لغة العدو" بعد فقدان لغتها الأم.


ملخص الكتاب

ملخص كتاب الأمية للكاتبة المجرية الفرنسية أغوتا كريستوف سيرة ذاتية موجعة تختزل تجربة المنفى القسري والصراع المرير مع اغتراب اللغة، غادرت أغوتا بلدها وهي في سن العشرين، قاطعة الحدود مشياً على الأقدام مع طفلتها الرضيعة وزوجها، فراراً من ضغوط السلطات الحاكمة، كان عليها أن تترك وراءها انتماءها العرقي واللغوي، بما في ذلك بضع قصائد كتبتها بلغتها الأم، إن هذا الكتاب ليس مجرد سرد للأحداث، بل هو مراجعة تاريخية ومحاسبة متأخرة لثمن الحرية والخسارات الحياتية الفادحة.

المفارقة القاسية والعودة إلى الأمية

عاشت أغوتا كريستوف سنوات مديدة في قرية نيوشاتل السويسرية، حيث وجدت نفسها مجدداً في وضع المرأة الأمية، والمفارقة القاسية هي أنها كانت قد تعلمت القراءة والكتابة وهي في الرابعة من عمرها، بفضل كون والدها معلم البلدة الوحيد، لكن في سويسرا، واجهت قساوة النظام السويسري وغرابة اللغة الفرنسية، لغة المدينة التي ألقت بها الصدفة إليها، اضطرت أغوتا للعمل في مصانع الساعات لساعات طويلة، والبدء في دروس محو الأمية، لتعلم اللغة على كبر.

تصف أغوتا كريستوف اللغة الفرنسية بـ**"لغة عدو"، رغم أنها تكلمت بها أكثر من ثلاثين سنة وكتبت بها معظم أعمالها، لماذا العداء؟ لأنها كانت لغة مجهولة تماماً بالنسبة لها، ولأنها لم تستطع يوماً أن تتحدث أو تكتب بها دون أخطاء، فكانت تستعين بـالمعاجم** التي حملتها معها في حقيبة لجوئها، والأخطر من ذلك هو اعترافها بأن "هذه اللغة تقتل لغتي الأم"، لقد تحول هذا الجهل بالفرنسية إلى حاجز جديد يجب أن تتخطاه الكاتبة لتجد انتماءها وهويتها وتتمكن من التعبير عن الحنين والحزن اللذين كانا يتآكلانها.

 

الكتابة كمقاومة والصمود على حافة الهاوية

تعود أغوتا بذاكرتها إلى طفولتها التي تشكل مستودع حكاياتها وأسرارها وآلامها، تتذكر كيف أنها كانت تصر على أن تكون هي من يروي الحكايات، وكيف أنها اخترعت لغة سرية لتكتب بها مذكراتها في المدرسة الداخلية، حتى لا يتمكن أحد من قراءتها، هذه الرغبة في الكتابة لم تأتها إلا عندما انقطع خيط الطفولة الفضي وأتت الأيام السيئة والفراق القسري عن الأهل والإخوة.

تصف الكاتبة فترة لجوئها بمرحلة الصحراء الاجتماعية والثقافية، وتعبر عن خيبة أملها ببداية حياة المنفى وطبيعة الخسارات الحياتية الفادحة، خاصة بعد أن فقدت انتماءها إلى شعب في اليوم الذي عبرت فيه الحدود، وتتحدث كريستوف عن تصورها كيف يصير المرء كاتباً، مؤكدة أنه ينبغي في البداية أن نكتب ثم ينبغي بعد ذلك الاستمرار في الكتابة، حتى في أسوأ الظروف، بإصرار وأناة، دون أن يفقد إيمانه أبداً بما يكتبه، كان عليها أن تخوض تحدي الكتابة بلغة مكرهة عليها، تحدٍّ تخوضه امرأة تشعر بنفسها "أمية".