للتواصل معنا
كتاب السلام عليك يا صاحبي تأليف أدهم شرقاوي وهو واحداً من أحدث كتاب الأدب العربي وهو فلسطيني الأصل، صدر الكتاب في عام 2021 ويتكون من 340 صفحة تحتوي على خواطر نثرية ورسائل قيمة لتغذية الفكر والروح مستخدماً صيغ تجعله أقرب إلى القراء مثل جملة "يا صاحبي" الذي نجددها على مدار الصفحات ولقد تم توظيفها بشكل مناسب بداخل عبارات المواساة والنصائح التي تحتوي على القضاء بالاقدار وبعض الإرشادات الهامة في الحياة، وسلك الكاتب ذلك الأسلوب في الحوار حتى لا تشعر بشدة التوجيهات أثناء الحوار بل تشعر؛ وكأن أحدهم صديق حميم يأخذ بيدنا للمرور من الأزمات بسلام، استرشد الكاتب في الكثير من المواقف بالأحاديث النبوية مع تفسير مبسط لها للتأكيد على مصداقية النصائح.
كتاب السلام عليك يا صاحبي كتاب يتناول حياة الأنبياء من خلال سرد أهم القصص والمواقف التي مروا بها، موضحاً كيف كانوا الأنبياء احراراً نسبة إلى قربهم إلى الله، فإذا رغبت في أن تعيش حراً عليك أن تكون على درجة طاعة أقرب إلى الأنبياء وأن تسلك دروبهم، ويضرب الكاتب هنا مثل بالصحابي الجليل بلال بن رباح الذي لم يذق الحرية سوى بعد أن اعتنق الإسلام، حيث اشتراه أبو بكر الصديق وحرره وكان في المقربة إلى الله دوماً الحرية والنجاة، ينتقل معنا الكاتب عبر صفحات كتاب السلام عليك يا صاحبي للحديث عن القدر؛ فتحدث عن الأشخاص دائمي التفكير في أقدارهم التي هي بيد الله وحده، كما يوضح الفرق بين السعي وحتمية الوصول فالسعي فرض علينا ما دمنا أحياء نسعى للوصول إلى الخير ونتحمل مسؤلياتنا التي منحتها لنا الحياة؛ أما الوصول إلى المبتغى فهو بيد الله وحده، ولكن ما ضرورة تحمل بعض الأعباء ما دام تحقيق الهدف في النهاية من الأقدار؟! ليخبرنا الكاتب هنا أن الله يختار من عباده الصالحين من يكلفهم بمهام الحياة الدنيا ولنعلم العبرة من ذلك.
يقدم لنا كتاب السلام عليك يا صاحبي بعض القواعد التي يجب السير عليها لمن يرغب العيش في سلام، وأهم قاعدة ونصيحة تناولها الكتاب هي البعد عن البكاء الذي لا يفيد سوى ضياع الوقت وجلب الطاقة السلبية والحسرة، هذا لا يعني أن لا تبكي إذا كان في ذلك تفريغ للشحنات ولكنه ليس حلاً، قاعدة أخرى تعد هامة للغاية وهي أن الأقدار ليس لها حدود فلا تتساءل كثيراً عن كيفية حدوث شئ أعجزك فإن الله قادر على تغير قوانين الطبيعة لصالحك، وهنا استرشد الكاتب ببعض مواقف من حياة الأنبياء والصالحين مثل بقاء سيدنا موسى في اليم رضيعاً بسلام دون أن يغرق، سيدتنا مريم العذراء التي أنجبت دون رجل، أما القاعدة الأخيرة التي تناولها كتاب السلام عليك يا صاحبي؛ هي ضرورة التمهل في البدء فيما هو جديد ولكن ابتعد عن التسويف بحجة لم يحن بعد الوقت المناسب، بل كل الأوقات المناسبة ابدأ من الآن وتوكل على الله.