للتواصل معنا
كتاب لا تحزن تأليف الشيخ عائض القرني وهو من إصدارات عام 2003 وهو من أكثر كتب التنمية الذاتيّة بهجة وإعطاءاً للأمل، ويتميز الكتاب الأسلوب المرن والجذاب والمؤثر في نفوس القراء الذي يجعلهم قادرين على الاستفادة من النصائح الجوهرية التي يقدمها الكاتب من خلال الصفحات، الكتاب يتألف من قصص حقيقية قصيرة تم توظيفها بطريقة الاستدلال كما استخدم الكاتب أهم الأشعار واقوال الحكماء.
قدم لنا كتاب لا تحزن مناقشة لأهم المواقف والتجارب اليومية التي نقف احياناً عاجزين أمامها مع أشكال مختلفة من الحلول مرضية ومجربة، حيث استطاع الكاتب تقديم حلول روحانية للوصول إلى أعلى درجات السلام النفسي، بالإضافة إلى الحلول العقلانية التي تحتاج إلى الثبات الانفعالي والتفكير العميق عند تنفيذها، يأخذنا الكاتب بعد ذلك في رحلة بين أقسام الكتاب التي تبدأ بفصل "يا الله" وهو الفصل الذي يذكرنا بضرورة اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى عند الانزلاق في الأزمات والصعاب، كما يشرح لنا ذلك الفصل ما هو التوكل على الله بمفهومه الحقيقي، أما الفصل الثاني وهو بعنوان "ما مضى فات" يُذكرنا هنا الكاتب بأهمية الوقت الراهن واللحظة الحالية التي لا يجب إهدارها في التفكير في الماضي وهو قد مرّ بالفعل، وإذا شعرت بالندم فتذكر أنك تشعر بالندم على الأوقات الماضية، فلا تجعل يومنا الآن مصدر ألماً لايامنا القادمة ايضاً.
يقدم كاتب ومؤلف كتاب لا تحزن الكثير من الأقسام الهامة التي تتناول مواضيع دقيقة ونادراً ما نجد من يتحدث عنها بهذا الشكل، حيث تحدث الكاتب عن المواقف التي نتعرض بها للنقض ولا نقوى على المواجهة خاصة النقد اللاذع المؤلم، وعالج الكاتب ذلك بشرح كيفية مواجهة النقد الآثم بتقوية الشخصية فلا تكن ضعيف تتأثر و تغير خططك نتيجة نقد عابر، يعلمك الكاتب ايضاً من خلال ذلك الفصل كيفية السيطرة على التفكير في المستقبل والقلق تجاهه، وكيف نستغل عقولنا لصرفها عن ذلك التفكير الذي عادة ما يجلب لنا سوى الارتباك والارتياب من المجهول، لينتقل بنا كتاب لا تحزن إلى فصل هام للغاية وهو بعنوان "الإيمان بالقضاء والقدر" إحدى الأجزاء التي تحدث عنها الكاتب بإيجابية قوية؛ حيث وضح لنا كيفية مواجهة القضاء والقدر بتحويل الابتلاء إلى نقطة تحول بحياتنا واستغلال اسوء الظروف لصالحك، كما أكد هنا الكاتب على أهمية اعتزال بعض البشر الذي يمثلوا عائق بين الفرد وإتقان الإيمان.
يتناول الكتاب الكثير من النصائح الهامة التي تساعدك على تثبيت القواعد الإيمانية الأساسية، مثل الالتزام بالصلاة وتقوية الذات الإيمانية التي تعد درع واقي للإنسان أمام المصاعب والابتلاءات، في ظل ذلك تعمد كتاب لا تحزن إلقاء الضوء على النعم التي تأتي إلى أذهاننا مثل نعمة العلم، والألم الذي يكشف لنا بعض الأمراض، لن يتوقف الكاتب عند ذلك الحد من لفت الأنظار للكثير من النعم لتقبل الابتلاءات بل قام بالنصح والنهي عن الحزن في فصل منقسم، حيث أوضح الآثار السلبية للحزن على صحة الفرد وختم الكتاب بنصائح للحصول على السعادة الدائمة.