M3aarf Telegram

ملخص كتاب من يمتلك العالم | نعوم تشومسكي وتشريح الإمبراطورية الخفية

المؤلف : نعوم تشومسكي

كتابة : ياسر مرعي

كتاب من يمتلك العالم من تأليف نعوم تشومسكي، يناقش فيه سياسات الهيمنة الأمريكية، وتواطؤ الإعلام، وفشل الديمقراطية الغربية، مع تحذيرات من خطر السلاح النووي والاحتباس الحراري على مستقبل البشرية.


ملخص الكتاب

ملخص كتاب من يمتلك العالم للكاتب نعوم تشومسكي، من يحكم العالم فعلًا؟ سؤال قديم يتجدد في وجدان كل من تأمّل في سلوك القوى الكبرى وطبيعة النزاعات والصراعات المتكررة، في كتاب من يمتلك العالم، يفتح نعوم تشومسكي أبواب الحقيقة واحدة تلو الأخرى، لا ليروي لنا حكاية المؤامرة الكونية كما تفعل بعض الكتب السطحية، بل ليقدم تحليلاً موثقًا وعميقًا يُظهر كيف أن الشعوب تُقاد أحيانًا دون أن تدري، وتُسحق أحيانًا وهي تصفق لجلاديها.

 

الطبقة المثقفة ليست دائمًا بريئة

يرى تشومسكي في كتاب من يمتلك العالم أن الطبقة المثقفة تتحمل مسؤولية أخلاقية كبرى، فالمثقف الذي يختار الصمت، أو يداهن أصحاب القرار، هو في الحقيقة شريك في الجريمة، المثقفون نوعان: من يخدمون السلطة، ومن يعرّون زيفها، الأول يُكافأ والثاني يُقصى، وهكذا تتحول الثقافة إلى أداة تطويع بدل أن تكون وسيلة تحرير.

 

التاريخ المُزوّر وفقدان الذاكرة الجمعية

أخطر ما في منظومة السيطرة الحديثة هو تغييب التاريخ، يُنسى الماضي، وتُشوّه الحقائق، وتُدار الشعوب كما تُقاد القطعان، هذا ما يشير إليه كتاب من يمتلك العالم عبر مصطلح "فقدان الذاكرة التاريخية" الذي يُمارَس بوعي أحيانًا وبسوء نية في كثير من الأحيان، كيف نفسّر مثلًا تجاهل الإعلام الأمريكي لكوارث ارتكبتها دولته بينما يُضخّم أحداثًا صغيرة إن كان الفاعل من الخصوم؟ الأمر هنا ليس صدفة بل سياسة.

 

الهيمنة الأمريكية تنهار ببطء

يشير الكتاب إلى أن الولايات المتحدة رغم قوتها ما زالت في حالة تراجع تدريجي، صحيح أنها القوة الأولى في العالم، لكنها لم تعد تملك نفس السيطرة المطلقة التي كانت لها بعد الحرب العالمية الثانية، الصين قد تكون المنافس الأبرز، لكنها حتى الآن بعيدة عن مقارعة الهيمنة الأمريكية بشكل مباشر، ومع ذلك، الانحدار واضح.

 

إسرائيل.. الحليف المحصّن

من أبرز ما يناقشه كتاب من يمتلك العالم علاقة أمريكا بإسرائيل، تشومسكي يفضح الدعم غير المشروط الذي تقدمه واشنطن لتل أبيب، رغم الانتهاكات المتكررة في حق الشعب الفلسطيني، حتى في الوقت الذي التزمت فيه حماس بشروط الهدنة، كانت إسرائيل هي من يبادر بالخرق، ثم يُلقى اللوم على الفلسطينيين، وتُبرّر الجرائم إعلاميًا بأساليب خداع متقنة.

 

الديمقراطية على الطريقة الغربية

الغرب لا يدعم الديمقراطية إلا إن أنتجت نتائج توافق هواه، هذا ما حدث مع فوز حماس في الانتخابات الفلسطينية، كان التصويت نزيهًا بشهادة العالم، لكن العقاب الجماعي حلّ على الفلسطينيين لأن الخيار لم يُرضِ أمريكا، وهكذا تنكشف حقيقة أن الديمقراطية بالنسبة للغرب أداة لا مبدأ.

 

إرهاب الدولة الحديث

يخصّص الكاتب فصلًا جريئًا عنوانه "الولايات المتحدة دولة إرهابية"، يستعرض فيه تدخلاتها في شؤون الدول، ونشرها لقواتها العسكرية دون قيود، الغريب أن ما تعتبره أمريكا حقًا لها، تراه في الآخرين تهديدًا وجوديًا، تُجري مناورات على حدود كوريا الشمالية، ثم تستهجن أي رد فعل مضاد، تنشر أساطيلها في بحر الصين وتطالب الآخرين بضبط النفس، إنها معايير مزدوجة لا تُخفيها حتى المؤسسات الأمريكية ذاتها، فاستطلاعات الرأي تُظهر أن أمريكا هي أكبر تهديد للسلم العالمي.

 

السلاح النووي والاحتباس الحراري: تهديدان مزدوجان

في ختام كتاب من يمتلك العالم، ينبّه تشومسكي إلى أن الخطر الحقيقي ليس في خصوم أمريكا، بل في قراراتها غير المحسوبة، استخدام السلاح النووي قد يحدث "بالخطأ" في أي لحظة، خاصة مع غياب آليات الإلغاء والتحكم، أما الاحتباس الحراري فمصيره أسوأ، إذ تشير الأبحاث إلى أننا نتجه سريعًا نحو نقطة اللاعودة، والكارثة أن الحزب الجمهوري، الذي ينكر أصلاً وجود هذه المشكلة، قد يقود البشرية إلى الهلاك.