
للتواصل معنا
ملخص رواية إنها تنتهي بنا للكاتبة الأمريكية كولين هوفر، هي ظاهرة أدبية تجاوزت قوائم الأكثر مبيعاً، لتلامس قضية اجتماعية ونفسية عميقة: العنف الأسري وتأثيره المدمر على العلاقات العاطفية اللاحقة، تروي الرواية قصة ليلي بلوم، الفتاة التي تنتقل إلى بوسطن لتبدأ حياة جديدة وتفتتح متجرها الخاص بالزهور، بعد أن عايشت في طفولتها سرية إساءة معاملة والدها لوالدتها، تسعى ليلي جاهدة لبناء حياة تختلف عن ماضيها، ولكن القدر يضعها في اختبار صعب، هذه الرواية هي أصدق تعبير عن العالم الداخلي للمرأة ومخاوفها التي تزج بروحها إلى آتون القلق.
في بوسطن، تلتقي ليلي بجراح الأعصاب الجذاب رايل كينكيد، تبدو علاقتهما مثالية في البداية، على الرغم من أن رايل لا يبحث عن الالتزام بينما ليلي تبحث عنه بشدة، ولكن سرعان ما تظهر جوانب مظلمة في شخصية رايل، في إحدى الليالي، يتصرف بغضب مفرط ويدفع ليلي إلى الأرض بالخطأ، لتعيدها هذه اللحظة إلى ذكرى معاملة والدها لأمها، هنا يبدأ الصراع الداخلي لليلي، هل تكرر التجربة العائلية التي طاردتها، أم تغادر لتنقذ نفسها؟ يمثل رايل الحب الجديد الذي قد يتحول إلى خطر، بينما يمثل حبيب ليلي القديم أطلس الأمان والماضي الدافئ، مما يجعلها عالقة بين طرفي نقيض.
تتزوج ليلي ورايل في النهاية، لكن نوبات غضب رايل العنيفة لا تتوقف، يكتشف القارئ أن سبب هذه النوبات يعود إلى صدمة طفولة رايل، حيث اعترف لليلي بأنه أطلق النار على شقيقه بطريق الخطأ وقتله، ورغم محاولة ليلي للتصالح معه، إلا أن رايل يعتدي عليها مرة أخرى، معتقداً أنها تخونه مع أطلس بعدما عثر على مذكرات طفولتها، تضع رواية إنها تنتهي بنا القارئ في قلب معاناة ليلي، حيث تجد نفسها أمام خيار معقد بين قوة الحب وخطر العنف الأسري الذي يهدد استقرارها وصحتها النفسية، تُظهر الرواية بصدق أن الحب وحده لا يكفي، فالحب الحقيقي يحتاج إلى الاحترام والتقدير.
تهرب ليلي إلى أطلس، وفي المستشفى تكتشف أنها حامل بطفل رايل، تقرر ليلي حينها إقامة هدنة مؤقتة مع رايل للسماح له بمساعدتها خلال حملها، لكنها تظل بعيدة عنه عاطفياً، بعد ولادة ابنتها، تصل ليلي إلى لحظة اتخاذ القرار الصعب، تدرك ليلي أنها لا تريد أن تكبر ابنتها لتشاهد نوبات رايل العدوانية، فتخبره أنها تريد الطلاق، وتتخذ قراراً مصيرياً لحماية ابنتها من تكرار دائرة العنف، يتفهم رايل أخيراً وجهة نظرها ويوافق على الانفصال، في هذه اللحظة تقول ليلي لابنتها العبارة التي تلخص فكرة الرواية: "لا بد أن ينتهى الأمر بنا"، أي يجب أن ينتهي العنف مع جيلها، في النهاية، تعود ليلي لتخبر أطلس أنها مستعدة لاستئناف علاقتها معه، بعد أن أدركت أن الشجاعة ليست في التحمل، بل في اتخاذ القرار بالمضي قدماً لإنقاذ الذات، تُعتبر رواية إنها تنتهي بنا دعوة للمرأة لتعرف متى تترك الأشخاص الذين تحبهم من أجل إنقاذ نفسها.