
للتواصل معنا
ملخص رواية بالطو وفانلة وتاب للكاتب أحمد عاطف، يوميات شاب مصري وجد نفسه فجأة يرتدي بالطو الطبيب، لا بحماس حلم الطفولة، بل بدهشة من وجد نفسه مديرًا لوحدة صحية وسط قرية نائية لم يخترها، كأنك تفتح دفترًا مهترئًا فتتطاير منه قصص ليست لأبطال، بل لأناس هامشيين يشبهوننا، وربما لهذا السبب تعلقنا بهم.
في رواية بالطو وفانلة وتاب، لا يهم إن نسيت أسماء الشخصيات، كل وجه هو عابر لكنّه مؤثر، يقابلنا الكاتب بسرد مباشر، لا يتكلف البلاغة، لكنه يصيب في القلب، هل من حاجة للخيال حين يكون الواقع أغرب؟ بين "ستات كتشير" و"موظفين الوحدة" و"المأموريات الخارجية"، يحكي أحمد عاطف تفاصيل مكان منهك، وناس أنهكهم الانتظار والروتين والعجز، لكنه لا ينسى أن يضحك – لا سخرية، بل مقاومة.
كل مشهد في رواية بالطو وفانلة وتاب يفتح بابًا على المسرح المصري القديم، ترى أحمد عبدالعزيز على التيشيرت، ويونس شلبي يلوّح بطربوشه من ركن الذاكرة، الكاتب لا يكتفي بالسرد، بل يحلل ما رآه في أفلام ومسلسلات، فيقسم فصلاً كاملًا لـ "شوية تحاليل"، ويغوص في مشاهد لأحمد زاهر ونجلاء فتحي وغادة عبد الرازق... كأن كل نبطشية كانت صالة عرض، وكل حالة طبية استراحة كوميدية سوداء.
في لحظة ما، تشعر أن رواية بالطو وفانلة وتاب ليست عن المرضى، بل عن الكاتب نفسه، هل كان يداوي الآخرين أم يبحث عن من يداويه؟ في ظل الوحدة الصحية، يظهر وهن النظام الصحي، وصدق الكاتب حين اعترف أنه لم يكن يريد كتابة مقدمة أو حتى غلاف، تلك العفوية لم تكن إهمالًا، بل شكلًا من أشكال الصدق.
رجل لا يظهر وجهه، يرتدي بالطو عليه صورة أحمد عبدالعزيز، هكذا كان غلاف رواية بالطو وفانلة وتاب، ربما لم يكن يحتاج وجهًا واضحًا، فكلنا ذلك الوجه المخفي خلف روتين العمل، نُمارس أدوارًا لا نتقنها، لكن خلف هذا الغلاف، هناك ضحكات تسكن الزوايا، رغم كل المرارة.
لا عجب أن تتحول هذه اليوميات إلى مسلسل بالطو وفانلة وتاب يحاكي الذاكرة الجمعية، أحمد عاطف لم يكتب أدبًا فقط، بل كتب واقعًا بلسان الهزل، بأسلوبه الشعبي الذكي، استطاع أن يصنع من الوحدة الصحية رواية، ومن المأموريات روافد لقصص تشبهنا، ولعل قارئ رواية بالطو وفانلة وتاب pdf عصير الكتب سيجد نفسه يضحك ويبكي في السطر نفسه.
وبعد أن تسللت الكتب عبر ملفات الـ PDF، أخذت رواية بالطو وفانلة وتاب مكانها بين تلك التي تنتقل من يد لأخرى، ومن شاشة لهاتف، يبحث عنها القراء بعنوان رواية بالطو وفانلة وتاب pdf، ربما لأنها لا تُقرأ فقط، بل تُحكى، وتُتداول كحكاية مشتركة بين الأطباء والقراء، بين من عاشوا التجربة ومن سمعوا بها.