M3aarf Telegram

ملخص رواية صيف سويسري | ذاكرة منفية في قلب أوروبا الباردة

المؤلف : إنعام كجه جي

كتابة : ياسر مرعي

رواية صيف سويسري من تأليف إنعام كجه جي، تتناول بأسلوب أدبي راقٍ قصة منفيين عراقيين في سويسرا، يكشفون خلال جلسات العلاج النفسي عن الذاكرة الوطنية المثقلة بالخيبة، والانتماء الممزق، والتجارب التي لا تُنسى.


ملخص الكتاب

ملخص رواية صيف سويسري للكاتبة إنعام كجه جي، حين تُكتب الرواية بالدمعة والحنين، حين تتحول سويسرا من بلد حيادي إلى مرآة للذاكرة العراقية، تولد رواية صيف سويسري بقلم إنعام كجه جي، رواية لا تنفصل عن الوطن رغم بُعد المسافة، بل تتجذر فيه كما تتجذر الأشجار في تربتها وإن جرفها السيل إلى ضفاف أخرى.

 

وطن على هيئة ذاكرة متعبة

في مدينة بازل السويسرية، حيث تلتقي الطرق وتتقاطع الأرواح، تبدأ رواية صيف سويسري بإيواء مجموعة من المنفيين العراقيين الذين افترقوا في الانتماء وتوحدوا في الألم، هناك، لا يحمل أحدهم العراق في جواز سفره، لكنهم جميعًا يحملونه في الذاكرة، تلك الذاكرة التي لا تُشفى، لا بالعلاج النفسي ولا بمناخ جبال الألب، بل تظل تنزف بصمت يشبه ارتجاف الروح.

 

شخصيات لا تنسى حتى منفاها

 حاتم، بشيرة، غزوان، دلالة، الدكتور بلاسم، وجوه تصافحت مصائرهم كما تتصافح الأرواح عند عتبة الجرح، شخصيات رواية صيف سويسري تحمل في داخلها قصصًا أشد قسوة من اللجوء نفسه، ما بين البعثي الهارب، والمعتقلة الشيوعية السابقة، والشيعي المتدين، والآشورية المبشرة، تنكشف تناقضات العراق بكل ألوانه الطائفية والسياسية، وكأن الرواية تطلب الغفران من جرح قديم.

 

سويسرا ليست ملاذًا بل مرآة

 باستحضارها لبازل، لا تقدّم رواية صيف سويسري المكان كجغرافيا، بل كحالة نفسية، المدينة التي تقدم للمنفيين بونبونات ملونة، هي نفسها التي تكشف لهم هشاشتهم وخيباتهم، هناك، تنفجر الذاكرة في جلسات علاجية لا تبحث عن شفاء بقدر ما تبحث عن اعتراف، الألم يتكلم، والجراح تكتب، والماضي لا يسمح لهم بالنسيان.

 

رواية تكتب بالحنين لا بالحبر

إنعام كجه جي لا تكتب عن الوطن كحنين سطحي، بل كوجع يتجلى في تفاصيل اليوميات، تقول إنها لا تكتب سوى عن العراق، وتصدقها رواية صيف سويسري، الوطن هنا ليس خريطة بل قدر، ليس نظامًا بل حياة مهدورة تحت رايات الشعارات، الرواية تفتح أبوابها لأسئلة لا تُجاب، لكنها تُروى.

 

النهاية... رباط لا يُفك

رغم اختلاف الشخصيات وتعدد خلفياتها، تنتهي رواية صيف سويسري برباط غير مرئي يجمعهم، رباط يتجاوز الجلسات النفسية والمواقف الأيديولوجية، نحو إنسانية صافية، يعود كل منهم إلى حيث بدأ، لكن التجربة جعلت منهم شهودًا لا ينسون، فهل يُشفى من العراق من عاشه؟ هذا هو السؤال الذي تبقيه الرواية معلقًا.

 

أدب المنفى في أصدق تجلياته

ما يميز رواية صيف سويسري ليس فقط عمق شخصياتها بل شجاعتها في تصوير الذاكرة الوطنية على حقيقتها، الرواية تُقرأ وكأنها كشف حساب عاطفي لما جرى للعراق وأهله، ولعل كل من يبحث عن رواية صيف سويسري أو يفكر في قراءة رواية صيف سويسري سيجد فيها ضوءًا صغيرًا في نفق طويل.