M3aarf Telegram

ملخص كتاب الأربعون النووية | أشرف الأحاديث الخالدة

كتابة : يحيى بن شرف النووي

كتاب الأربعون النووية من تأليف الإمام يحيى بن شرف النووي، يضم 42 حديثًا نبويًّا تم جمعها بدقة وعناية، وتعد من أعظم ما كُتب في جوامع الكلم، وتتناول أصول الدين والتربية والسلوك الإسلامي.


ملخص الكتاب

ملخص كتاب الأربعون النووية من تأليف الإمام يحيى بن شرف النووي، هو من المصنفات الخالدة في الذاكرة الإسلامية، وقد تميز بمنهجه الدقيق في انتقاء ما يُعدّ من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، لم يكن هذا الجمع وليد لحظة عابرة بل ثمرة تأمل عميق وحرص على جمع ما يشمل أصول الدين وفروعه والجهاد والزهد والخطب في آن واحد، فهل من جامعٍ لأصول الإيمان في لغة الحديث أصدق من هذا العمل؟

كان الإمام النووي يدرك أنّ حفظ الناس للحديث الشريف هو بوابة لحفظ الدين كله، لذلك عمد إلى جمع هذه الأحاديث في كتاب الأربعون النووية وهو يضع نصب عينيه قول النبي: "نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها"، أراد النووي أن يُيسر الحفظ والفهم فجعل الأحاديث بلا أسانيد لسهولة التناول، وأتبعها بباب خاص لضبط الألفاظ الخفية حتى لا يشوب المعاني لبس أو خطأ، أي دقة هذه؟ وأي توثيق أدق؟

أحاديث الأربعين نووية ليست مجرد مجموعة من النصوص بل هي قواعد متينة تَحمل روح الإسلام، وقد قال عنها العلماء إنها مدار الدين، فمنها ما يعد نصف الإسلام ومنها ما هو ثلثه أو أكثر، في الحديث الثاني من الأربعين نووية مثلًا نجد قاعدة عظيمة في أصول التعامل مع الناس والنية، الحديث الثاني من الأربعين نووية يدعونا لمراجعة الداخل قبل الخارج فكم من عمل لم يُقبل لأنه لم يُقصد به وجه الله؟

فرغ الإمام من كتاب الأربعون النووية ليلة الخميس التاسع والعشرين من جمادى الأولى سنة 668 هـ، لكنه لم يكتف بجمع الأحاديث فقط بل صرّح أنّ اعتماده ليس على الأحاديث الضعيفة وإن كان جمهور العلماء يجيزون العمل بها في فضائل الأعمال بل على الأحاديث الصحيحة المتفق عليها، هنا يتجلى الورع والاحتياط والتزام السنة.

في قلب كل حديث من احاديث الاربعين نوويه، تجد أصلًا من أصول الإيمان والسلوك، هي ليست مجموعة متناثرة بل نسق متكامل يعلّم ويُهذّب، فالأربعون النووية مكتوبة بمداد الحكمة لا الحبر فقط، والاربعون النوويه تختصر بحور الفقه والسلوك في كلمات قليلة، هل قرأت يومًا أن الحفظ القليل يُثمر الفهم الكثير؟ ها هو المثال أمامك في كتاب الأربعون النووية.

عندما تقرأ احاديث الاربعين نووية تشعر أنك أمام كنوز لا تنفد، كل حديث منها مفتاح لقلب مغلق وباب لروح تتوق للصفاء، الأربعون النووية الحديث الثاني مثلًا ليس رقمًا في تسلسل بل نبض في جسد كامل من المعاني، ولعلّ أجمل ما في الأمر أن الإمام اختارها من الصحيحين ومن كتب الحديث المعتبرة عند جمهور الأمة.

ولأن النفس تميل إلى السهل الممتنع فقد راعى الإمام ذلك، فجعل الاحاديث الاربعين نووية قابلة للحفظ والمذاكرة منذ الصغر، لذلك تجدها تُدرّس في المساجد والمدارس والزوايا إلى يوم الناس هذا، كل جيل يُورّثها للجيل الذي بعده كأنها وصية نبوية تُروى وتُعاد.

الكتاب لم يكن فقط جمعًا لأحاديث بل وثيقة جامعة للتربية الإسلامية المتكاملة، فهل من العدل أن نمر عليه مرور الكرام؟ ألا يستحق أن يُدرّس لا كتراث فقط بل كمنهاج حياة؟ في ظل الفوضى الروحية التي نحياها، تبدو الأربعون نووية ضوءًا يهدي وسراجًا لا ينطفئ، وإن نظرنا في الاحاديث الاربعين نووية وجدنا فيها من الاتزان والوسطية ما يُقوّم السلوك ويربّي الضمير.

الأربعون النوويه ليست إرثًا من الماضي فحسب بل دليل حيّ لحاضر يفتقر إلى الثبات، وكل من قرأ كتاب الأربعون النووية وأمعن فيه علم أنه لم يكن تجميعًا عرضيًا بل بناءً مقصودًا لصرح إيماني وتربوي، هذا هو سر خلود الأربعون نووية وهذا هو سر تسابق العلماء في شرحها وتدريسها.

 

إذا أردت إثراء حصيلتك المعرفية والأدبية بإمكانك الاطلاع على الكتب الآتية:

ملخص كتاب وإذا الصحف نشرت للكاتب أدهم شرقاوي

ملخص كتاب على منهاج النبوة للكاتب أدهم الشرقاوي

كتاب القرآن كائن حي من تأليف مصطفى محمود