
للتواصل معنا
ملخص رواية مع وقف التنفيذ من تأليف الكاتبة دعاء عبد الرحمن، في زحام الحياة وبين قسوتها ريحتها، وبين نداء القلب ومنطق العقل، وكما ينسج القدر خيوطه ليشكل مصائر العاشقين، تنسج الكاتبة دعاء عبد الرحمن قصةً من القصص الملهمة التي تلمس كل قلب تعرض للقسوة وتقلّب بين الحب والكره وبين التردد والجرأة، كُتبت هذه الرواية في قرابة الـ 500 صفحة في تجربة روائية دسمة ستأخذك في عدة أيام حتى تصير جزءًا من الرواية تتعايش مع أبطالها وتمرّ بتجاربهم، رواية مع وقف التنفيذ ليست مجرد رواية رومانسية بل هي مرآة تعكس صراعات الإنسان بين العاطفة والواقع وبين الحلم والحقيقة، بين الحب الذي يسمو والوهم الذي يُضلل.
تدور الرواية حول فارس، الشاب الذي نشأ في بيئة متواضعة يتيم الأب، لكنه يحمل في داخله من الطموح ما يضيء ظلمة أيامه، طالب الحقوق المجتهد الذي يحمل بين ضلوعه قلبًا نابضًا بحبٍ لا يهادن يوجهه نحو دينا، زميلته في الكلية، تلك الفتاة التي سكنت وجدانه وبات يرى فيها مستقبله وحلمه المشرق، ولكن الحب رغم نقائه لا يكفي وحده ليصنع السعادة، فدينا التي كانت تبادله المشاعر يومًا سرعان ما كشفت عن طموحات تفوق قلب فارس، طموحات تصب في إطار المكانة الاجتماعية والوجاهة المهنية، إذ لم ترد مجرد محامٍ بل سعت إلى أن يكون فارس وكيل نيابة صاحب سلطة وجاه وإلا فلا مستقبل لهذا الحب.
وبينما يحاول فارس أن يطوع المستحيل لأجلها ادّخرت الحياة له طرقًا أخرى لم تكن في حسبانه، نصيحة والدته بأن يبتعد عن دينا لم تكن مجرد كلمات عابرة بل كانت حدسًا أصاب كبد الحقيقة، فالحب الذي يُوزن بميزان المصالح لا يلبث أن يصبح عبئًا على صاحبه.
وسط هذه الدوامة العاطفية تتجلى في رواية مع وقف التنفيذ صورٌ منوعة للحب والزواج، ما بين ارتباطات ولدت من رحم الجامعة ثم أجهضتها الحياة بعد سنين، وما بين زواجٍ شرعي جمع بين قلبين لم يسبق لهما اللقاء، لكنهما وجدا في بعضهما ملاذًا وراحة، ومن الحب ما يبدأ من طرفٍ واحد ثم يكبر بمرور الأيام حتى يصبح يقينًا لا شك فيه.
ولكن الرواية لا تقتصر على الحب وحده، فهي تلقي الضوء على الصداقة كملاذٍ آخر للروح، ذلك الحصن الذي يحتمي به الإنسان حين تخذله العواطف، فالأصدقاء في هذا العمل الروائي ليسوا مجرد شخصيات ثانوية، بل هم صدى لواقعنا وجيشٌ خفي يقف في وجه تقلبات الأيام بلا مقابل.
وبأسلوب سلس ورشيق تتطرق رواية مع وقف التنفيذ إلى مفاهيم مجتمعية عميقة، حيث تعكس الصراع بين المبادئ والمغريات بين السعي وراء الأحلام والاستسلام للواقع وبين القلب والعقل حين يكونان على طرفي نقيض، كما تتناول الرواية مفهوم الالتزام الديني والخلقي دون أن تسقط في فخ الوعظ المباشر بل تجعل القارئ يلتقط هذه القيم بين السطور في حكايات أقرب إلى الواقع منها إلى الخيال.
أما النهاية فقد جاءت مفتوحة تحمل الأمل والإثارة معًا لتترك للقارئ مساحة يتأمل فيها مصير الأبطال، فالحياة لا تمنحنا إجابات قاطعة بل تتركنا أمام خياراتنا نتأمل أخطاءنا وانتصاراتنا ونكتب بأيدينا بقية القصة.
لا تتردد في قراءة وتحميل رواية مع وقف التنفيذ، إنها ليست مجرد رواية للقراءة بل تجربة شعورية تأخذ القارئ في رحلة عبر الزمن والمشاعر، ليكتشف أن الحب الحقيقي ليس مجرد وَلَهٍ مؤقت بل هو ذلك النور الذي لا يطفئه الزمن وإن غطّته سُحب الخيبات.