
للتواصل معنا
ملخص رواية ملكة العنب للكاتب نجيب الكيلاني، في قلب الريف المصري حيث تمتزج رائحة التراب بندى الفجر، تتفتح قصة رواية ملكة العنب التي نسجها الأديب نجيب الكيلاني، هناك تولد حكاية "براعم"، الفتاة الريفية الذكية التي وجدت نفسها وجهاً لوجه مع الحياة بعد وفاة أبيها، وهي لم تتجاوز الإعدادية، ورثت قطعة أرض صغيرة فصارت لها ملاذاً ووسيلة للبقاء.
لم تقف عند حدود الزراعة التقليدية، بل استلهمت فكرة جديدة، حولت أرض الحبوب والقطن إلى كروم عنب يانع، كانت البداية متواضعة، ثم سرعان ما تحولت إلى ريادة جعلت أهل القرية يتبعون نهجها، ازدهرت التجارة وامتلأت الحقول بمحصول العنب، وكأنها أسست نقابة لزراعيه، فأطلق عليها البعض مازحًا "ملكة ورق العنب".
لكن رياح الأحداث هبت على القرية، خطيب شاب في المسجد دعا المزارعين لإخراج الزكاة عن العنب، فاشتعل الجدل، وتزامن ذلك مع حوادث سرقة أثارت الشكوك، اتهمت براعم الخطيب بأنه أثار اللصوص، ومنعته بخطوة جريئة من الخطابة مرة أخرى.
لم تمض أيام حتى وُجدت جثة أحد اللصوص في أرضها، فبدأت التحقيقات بلا نتيجة، استغل أحد أعوان السلطة الموقف واتهم الشباب المتدينين بإثارة الفوضى، حتى جاء يوم عاد فيه أحد أبناء القرية جثة من بلاد الغربة، فاشتعلت المظاهرات، ورأت الحكومة في ذلك تمرداً فاعتقلت العشرات.
لم تقف براعم موقف المتفرج، دفعت بكل ما أوتيت من نفوذ وذكاء، استعانت بمحامين ونواب، وواجهت أبواب السلطة المغلقة، حتى وصلت إلى نائبة برلمانية اشتهرت بـ"حل المستحيل"، والتي طلبت مبلغاً كبيراً لإطلاق سراح المعتقلين، فجاء الإفراج عنهم في مشهد أشبه بالمسرحية.
عاد المعتقلون إلى قريتهم منهكين، لكن براعم أخرجت الزكاة وأسندت توزيعها للشيخ "أبو المجد شاهين"، عمّ الوئام، وتحسنت أحوال الناس، وبدأت الأخطاء تخفت تحت ظل التكافل، بينما كان الشيخ يردد: العمل هو الطريق إلى الأمل، والحب والأمان هما ثمرة العطاء.
وفي خلفية المشهد، تهز المنطقة أحداث الخليج واحتلال الكويت، فتفيض كلمات الشيخ حزناً على عالم ينهش فيه الأخ أخاه، ويتحول العدل إلى قناع للذئب، بينما يجلس أعداء الحق على منصة القضاء.
في القرية، تتوالى المفارقات، ينهار مستشفى البلدة من الإهمال، وتبني الدولة مسرحاً فخماً بدلاً من إصلاحه، وسط هذا العبث، يقدم الكاتب حواراً ساخراً بين راعٍ وحشاشين عن "عبد الشكور شعلان" مندوب صندوق النقد، ليفضح تناقضات عالم السياسة والاقتصاد.
تتكشف في النهاية هوية قاتل اللص، ويعود الخطيب الشاب إلى المنبر، داعياً أهل "الربايعة" لتكريم براعم، رمز الشرف والعفة والخير، يقترح إهداءها مصحفاً، مؤكداً أن إصلاح الأمة يبدأ من إصلاح القرى والبيوت.
يتفق الناس على التعاون، لكن الدولة تراقب بريبة وتتهمهم بإنشاء "بيت مال"، حتى يتدخل العمدة ويدافع عن نواياهم الطيبة، ومع خفوت التوتر، تتوج الحكاية بزواج براعم من محمد حسب الله، لتغلق رواية ملكة العنب أبوابها على مشهد يتوج النضال بالوفاء والحب، حيث تقف البطلة أمام المغريات كما يقف الكرم على ساقه، ثابتاً رغم الرياح.
في رواية ملكة العنب، لا يُعد العنب مجرد محصول، بل رمز للحياة والنمو والنضج، كل حبة تحمل قصة، وكل عنقود يعكس رحلة إنسانية من البراءة إلى الحكمة، حتى لحظة القطاف، هي لحظة مواجهة بين ما نزرعه بأيدينا وما نحصد بقلوبنا.
مع تصاعد أحداث رواية ملكة العنب، تواجه البطلة لحظات حاسمة، بين الحب الذي يعدها بعالم جديد، والواجب الذي يربطها بجذورها، تجد نفسها أمام معركة داخلية عنيفة، هنا تتداخل مشاعر الحب والخوف والفقدان، وتظهر صورة ملكة ورق العنب كرمز موازٍ لشخصيتها، امرأة تعرف كيف تلتف حول ما تحبه لتحميه، لكنها قد تخنقه دون أن تدري.
تختتم رواية ملكة العنب على مشهد يتأرجح بين الأمل والحيرة، البطلة تقف بين الصفوف الأخيرة من الكروم، تنظر إلى الأفق حيث يغيب الشمس وتغمر السماء ألوانًا متداخلة، لا نعرف إن كانت ستختار الرحيل نحو المجهول أو البقاء لحراسة إرث العائلة، لكننا ندرك أن القرار سيكون ثمنًا لحريتها أو وفاءً لجذورها.