
للتواصل معنا
ملخص كتاب والذين معه للكاتب أدهم شرقاوي، ليس سيرة تقليدية للصحابة ولا هو عمل تأريخي يحصي أعمارهم ومناقبهم ثم يطوي الصفحة، إنه كشف نفسي عميق، يغوص فيه أدهم شرقاوي إلى جوهر الإنسان داخل كل صحابي، هل سألنا أنفسنا يومًا: لماذا تصرّف أبو بكر بتلك الطريقة في لحظة سقيفة بني ساعدة؟ لماذا بكى عمر عند وفاة النبي ولم يصدق موته؟ لماذا ثبتت خديجة حين رجف قلب الرسول أول مرة؟ كتاب والذين معه يجيب عن هذه الأسئلة لا من خلال ما فعلوه بل من خلال من كانوا.
الكاتب يقيم مشروعه على فكرة أن كل إنسان تحركه سِمة غالبة واحدة، شخصية ثابتة تعيد نفسها كلما تبدّلت الظروف، إن فهمت هذه السِمة فهمت تصرّفاته، بل وتوقعت ردود أفعاله، فهل كان أبو ذر غفاريًا في كل مواقفه؟ وهل تكرر حلم عثمان في كل مشهد؟ وهل كان خالد بن الوليد محاربًا حتى وهو في أقصى درجات الهدوء؟ هنا يبرز عبقرية كتاب والذين معه الذي لا يروي المواقف من الخارج بل يتوغل في دوافعها.
ما الذي يجعل هذا الكتاب متفرّدًا؟ أولًا، لأنه يكسر النمط السردي المتكرّر في كتب التراجم، لا يسرد الكاتب حياة الصحابي من ولادته حتى وفاته، بل ينتزع لحظات محددة ويفتش في عمقها النفسي، ترى في الموقف الواحد مرايا متعددة تعكس سِمة كل صحابي، تجد أن عمر حين غضب لم يكن يغضب لمجرد الشدة بل لأن العدل عنده لا يحتمل التأجيل، وتكتشف أن أبا بكر لم يكن ضعيفًا بل ليّنًا قويًا من الداخل.
كتاب والذين معه لا يقدّم الصحابة ككائنات مثالية فوق البشر بل كبشر فائقين في صدقهم لا في معجزاتهم، وهنا تكمن القيمة النفسية لهذا العمل، كل شخصية تكشف لك أن العظمة لا تولد من فراغ بل من فهم الذات ومن اتساق السِمة مع الموقف، هكذا يضعك الكاتب أمام أبو عبيدة، زيد بن حارثة، عمار، مصعب، سعد، كلٌّ يحمل سِمة واحدة تتكرر وتُشكل ملامحه من أول ظهور حتى الوداع.
وماذا عن القارئ؟ إنه يجد نفسه في كل صفحة، لأن الكاتب دون أن يقولها صراحة، يدعوك لتسأل نفسك: ما هي السِمة الغالبة في شخصيتي أنا؟ كيف أتصرف لو كنت هناك؟ هذا البعد التأملي هو ما يجعل كتاب والذين معه ليس فقط كتابًا عن الصحابة بل كتابًا عنك أنت أيضًا.
من أبرز ما يميز الكتاب أيضًا لغته الحية المتزنة، لا تقع في فخ المبالغة ولا تنحدر إلى التسطح، كلمات أدهم شرقاوي تأتيك صادقة رصينة تعرف متى تنفجر بالعاطفة ومتى تتراجع كي تترك للموقف أن يتكلم، فحين تقرأ قول الكاتب عن الثمن الذي دُفع ليصل إليك هذا الدين: "نفرت دماؤهم في بدر وأحد، وتطايرت أشلاؤهم يوم اليمامة"، لا يمكنك أن تظل محايدًا، الجوع والخوف والدم والدموع كانت العملة التي دُفع بها الإسلام لتصل إلينا.
ومن اللافت كذلك أن كتاب والذين معه قدّم اقتباسات خالدة لا تُنسى، فبين كل قصة ومشهد تجد جملة تُختزل فيها حياة بأكملها، ولمن أراد العودة إلى بعض هذه العبارات البليغة، فإن البحث عن كتاب والذين معه ادهم الشرقاوي pdf أو تحميل كتاب والذين معه pdf ليس ترفًا بل ضرورة روحية.
وهكذا يتكرر حضور كتاب والذين معه في عقل القارئ وقلبه لا يغادره بسهولة، ستجد نفسك تعود إليه مرارًا، كل مرة لا لتقرأ فقط بل لتعيد اكتشاف نفسك في ظلال الصحابة.
فما الذي نحتاجه اليوم؟ ربما نحتاج إلى أن نرى أن البطولة لا تعني الكمال بل الصدق، وهذا ما يقوله هذا العمل بصوت نبيّ، لا يدّعي النبوة هكذا يضيء كتاب والذين معه لك دربًا طويلًا تبدأه من نفسك وتنتهي به حيث ساروا... ثم تلحق.
إذا أردت إثراء حصيلتك المعرفية والأدبية بإمكانك الاطلاع على الروايات الآتية:
ملخص كتاب وحي القلم للكاتب مصطفى صادق الرافعي
ملخص كتاب وإذا الصحف نشرت للكاتب أدهم شرقاوي
ملخص كتاب على منهاج النبوة للكاتب أدهم الشرقاوي