
للتواصل معنا
ملخص رواية الذي اقترب ورأى للكاتب علاء الأسواني، هي الشرارة الأولى في مسيرة علاء الأسواني الأدبية، سبع حكايا قصيرة لا تتشابه إلا في ألمها، أبطالها أفراد عاديون، لكنهم حين اقتربوا من الحقيقة، رأوا ما لم يكن يُراد لهم أن يروا، هنا، لا توجد بطولات مُصطنعة ولا نهايات مبهجة، كل شيء صادق، موجع، مألوف حد القسوة.
في أولى قصص رواية الذي اقترب ورأى، يُقدم الأسواني نموذجًا للإنسان المطحون الذي لم يعد يجد مبررًا للحياة، «عصام» لا يثور، لا يحتج، فقط يتآكل، يعيش عزلة تامة بعد أن يكتشف زيف الواقع، وينسحب من كل شيء حتى عن ذاته، النهاية؟ قدرية، موجعة، لكنها متوقعة.
شاب جامعي طموح يسعى لنيل وظيفة في الجامعة، حلم مشروع يتحول إلى رحلة قهر، في هذه القصة من رواية الذي اقترب ورأى، يرينا الكاتب كيف تتحول الطموحات إلى تنازلات، كيف يمكن للمؤسسة أن تسحق الإنسان تحت أقدام الرؤساء، وتتركه يتعفن في الصمت، فاقدًا لذاته.
عندما يُطلب من موظف بسيط أن يسافر إلى بورسعيد لتأمين طلبات زملائه، يتحول فجأة إلى نجم، يصبح محبوبًا، مرغوبًا، ثم..، يُنسى بمجرد عودته، هل تستحق العلاقات الإنسانية أن تُبنى على المصالح فقط؟ في رواية الذي اقترب ورأى، الجواب دائماً مُعلق بالسؤال الأهم: من نحن حقًا؟
يحكي الأسواني عن رجل بسيط يعمل في المستشفى، يتنقل بين الوظائف بصمت، لا يطمح، لا يشتكي، فقط يعيش على الهامش، قصته تُمثل ذلك المواطن الذي لا يُكتب عنه عادة، والذي لا يملك سوى أن يتأقلم بصمت مع عبثية الحياة.
قصة زوجين تنكسر بينهما العلاقة تحت وطأة الصمت والخضوع، الحب يصبح سكينًا، والعشرة تتحول إلى قيد، الزوج يضرب، الزوجة تصمت، في هذه القصة من رواية الذي اقترب ورأى، يرينا الأسواني كيف يصبح الجسد والروح أرضًا مُباحة للقهر حين يغيب الإنصاف.
فتاة طموحة تبحث عن وظيفة، تجد نفسها أمام رجل أعمال يتلذذ بإذلالها، يشكك في كفاءتها، يضحك على طريقتها، يُعرّي بأفعاله هشاشة العدالة الاجتماعية، تلك المواجهة القصيرة تكشف، في بضع صفحات، منظومة كاملة من الانحدار الأخلاقي.
رواية الذي اقترب ورأى ليست فقط شهادة على واقع اجتماعي مختل، بل إعلان تمرد هادئ ضد الزيف، لا يقدّم الأسواني الحلول، لكنه يضع القارئ أمام مرآة بلا تزييف، يطرح سؤالًا كبيرًا: ماذا يحدث عندما يقترب الإنسان من الحقيقة أكثر مما يجب؟