M3aarf Telegram

ملخص كتاب الصحة النفسية للطفل | كيف تحافظ على نفسية الطفل؟

كتابة : حاتم آدم

كتاب الصحة النفسية للطفل من تأليف حاتم آدم يقدم دليلًا تربويًا شاملًا للوالدين والمربين حول أسس التربية السليمة وفهم سلوك الأطفال وتجنب الأخطاء النفسية والجنسية بما يحقق توازن الطفل النفسي ويضمن بناءً صحيًا متينًا.

ملخص الكتاب

كتاب الصحة النفسية للطفل للكاتب حاتم آدم، الواقع سيضعك لا محالة أمام مهمة التربية ووقتها ستجد نفسك حائرًا بين مدرستين: واحدة تفرط في الشدة حتى تنكسر النفوس والأخرى تتساهل حتى تتفلت الطباع وتضيع الملامح، وبين هاتين الحافتين يأتي كتاب الصحة النفسية للطفل ليمنح الوالدين والمربين خارطة طريق واضحة المعالم منضبطة الموازين.

هذا الكتاب ليس مجموعة من النظريات الباردة بل تجربة حية تنبض بالأسئلة التي تراود كل أب وكل أم كل مربٍّ يسأل نفسه يومًا: هل ما أفعله صحيح هل ما أقوله لطفلي سيبنيه أم يهدمه هل أصمت أم أتدخل هل أراقب أم أترك المساحة حرة كل هذه الأسئلة وأكثر يجيب عنها كتاب الصحة النفسية للطفل بلغة علمية صادقة تمتزج بالحس الإنساني الرفيع.

يفتتح المؤلف حاتم آدم كتابه من مركز الدائرة من الأسرة التي هي محور المجتمع والحياة ليؤكد أن كل ما نزرعه في الطفل اليوم سنحصد آثاره غدًا في المجتمع كله، فيسير معنا خطوة بخطوة من حال الأم النفسية والجسدية وتأثيرها على وليدها إلى السنة الأولى من حياة الطفل وما تحمله من تقلبات وبدايات، ثم يتدرج بنا إلى مرحلة الطفولة المبكرة بين السنتين والخمس سنوات حيث تتشكل الملامح الأولى للشخصية وتتشكل أسئلة الهوية والسلوك والانتماء.

كتاب الصحة النفسية للطفل لا يكتفي بعرض المشكلة بل يسلط الضوء على الأسباب الخفية والنتائج البعيدة وينبه إلى بعض الأساليب التي قد نظنها تربية وهي في حقيقتها هدم لنفوس صغيرة تتعلم من كل نظرة وكلمة وموقف فلا يكفي أن نحب أبناءنا بل لا بد أن نحبهم بطريقة صحية تضمن لهم النمو النفسي السليم بلا تشوهات ولا عقد.

يعرض المؤلف الفرق بين السلوك السوي والسلوك الشاذ عند الأطفال بطريقة دقيقة فيسلط الضوء على العلامات الفارقة التي يجب الانتباه لها في مراحل النمو المختلفة ويشرح كيف يمكن للوالدين أن يميزوا بين السلوك الطبيعي الناتج عن النمو وبين علامات الاضطراب التي قد تحتاج إلى تدخل مبكر فلا تضيع السنوات الحساسة في التغافل ولا تُهدم براءة الطفولة بالتشدد.

ثم ينقلنا كتاب الصحة النفسية للطفل إلى قلب الميدان إلى المواقف اليومية التي نعيشها جميعًا تلك اللحظات التي يكون فيها الطفل مشاغبًا أو حزينًا أو عنيدًا أو حتى صامتًا فيعلمنا متى يكون التجاهل هو الحكمة ومتى يكون الحزم هو الرحمة يعلمنا متى نصمت احترامًا لنمو الطفل ومتى نتدخل إنقاذًا لمستقبله.

من أعظم ما يقدمه هذا الكتاب أنه لا يغفل الجانب الحرج الذي يتجنبه كثير من المربين وهو الجانب الجنسي في التربية حيث يوضح كيف ننشئ أبناءنا جنسيًا بعيدًا عن إفراط الغرب الذي يفتح الأبواب على مصراعيها ولا تفريط الشرق الذي يغلقها حتى يجهل الطفل جسده وحدوده واحتياجاته يعلمنا أن التوازن في هذا الباب هو طريق النجاة وهو ما يميز التربية السليمة عن غيرها.

ينتقل بنا كتاب الصحة النفسية للطفل في فصوله إلى استعراض عدد من الأساليب التربوية التي ينصح بها ويبين أثرها الإيجابي في بناء شخصية الطفل ثم يُعَرِّج على بعض الأساليب التربوية الخاطئة التي تتوارثها الأجيال وتُمارس من غير وعي فتنتج طفولة متألمة تُنبت مراهقة متمردة وشبابًا غير متزن.

هذا الكتاب ليس دليلًا تربويًا فقط بل رسالة إنسانية تقول للأب والأم إنكما لستما وحدكما في هذا الطريق وإن التربية ليست حقل ألغام بل مساحة حب ورعاية ووعي وصبر، وبهذا المعنى تكون الصحة النفسية للطفل مسؤولية مشتركة تبدأ من القلب وتُدار بالعقل وتُثمر إنسانًا سليم النفس واضح الملامح واثق الخطى.