M3aarf Telegram

ملخص رواية غصون البندق | أسرار الواحة المفقودة

كتابة : منى سلامة

كتاب غصون البندق من تأليف منى سلامة، ينسج حكاية مشوقة تجمع بين الغموض والحب والمغامرة، تدور في واحة مفقودة وصراع نفسي حاد حيث تتقاطع الأسطورة بالحقيقة وتتوالى الأسرار المدفونة في قلب الرمال المتحركة.

ملخص الكتاب

ملخص رواية غصون البندق للكاتبة منى سلامة، في قلب صحراء لا ترحم تنبعث من تحت الرمال أسرار موغلة في الغموض وتتداخل الأسطورة بالحقيقة في رواية غصون البندق، تلك الرواية التي تأخذ بيد القارئ نحو واحة معلقة بين الواقع والوهم، حيث الزمن يتكور على ذاته والوجوه تُشبه بعضها حدّ التكرار، وكل خطوة تخطوها الشخصيات تقربهم من الماضي بقدر ما تبعدهم عن النجاة.

تبدأ رواية غصون البندق من نقطة ساكنة تخفي وراءها عاصفة، رجل ممسوس يقطن الجبل الأسود لا يُعرف من أين جاء ولا لماذا يتحدث بلغة تشبه النبوءات، يتكرر ظهوره كما تتكرر الكوابيس يهمس في آذان من حوله بعبارات غامضة، وعيونه لا تنفك تبحث عن امرأة ضائعة في ملامح كل فتاة تمر أمامه، أما أهل الواحة فيتقاطع الخوف في صدورهم مع الحنين، فهم يعرفون أن الممسوس يحمل نبضات من ماضٍ آلمهم جميعًا لكنهم لا يجرؤون على النبش في الصندوق المغلق، ذلك الذي دُفن منذ عقود تحت شجرة بندق لم تُزهر منذ زمن بعيد.

تتوالى الأحداث وتتشابك خطوط الحكي داخل رواية غصون البندق، حيث نكتشف أن الواحة المفقودة ليست مجرد مكان بل ذنبًا جماعيًا، أو ربما أملًا منسيًا، الفتاة رُبى التي ترحل عن مدينتها لتجد نفسها في واحة لا وجود لها في الخرائط تبدو كما لو أنها تبحث عن شيء لا اسم له كأنها أتت لتكمل حكاية لم تُكتب بعد أو لتمحو خطيئة لا تخصها، كل ما فيها يوحي بأنها مفتاح من مفاتيح الرواية لا تعرف عن الماضي شيئًا لكنها تمشي فيه بثقة غامضة كما تمشي الذكريات في الذاكرة المتعبة.

رواية غصون البندق لا تقدم أسرارها دفعة واحدة بل تفككها قطعة قطعة كأنك تحفر بيدك في رمالٍ ساخنة كي تستخرج ما لا يُقال، الصراعات النفسية هي العمق الحقيقي للحكاية، حيث يُطرح الحب لا كعاطفة بل كخيار قاتل والقرابة ليست رباطًا مقدسًا بل لعنة متوارثة، العلاقات التي تبدو في ظاهرها عادية تحمل في طياتها ندوبًا وجروحًا لم تندمل، هناك من يحب لكنه لا يجرؤ على الاعتراف وهناك من يكره لأنه لم يُمنح الفرصة للحب. وكل شخصية تسير في الرواية تحمل في قلبها سؤالًا يخشى الإجابة.

تتعدد الأصوات في السرد، وكل صوت يعيد رسم المشهد بلغة مختلفة، فالأم التي فقدت ابنها تتحدث بلغة الحجر، والعاشق المهزوم يتحدث بلغة الرمل، أما الطفل اليتيم فيخاطب الحياة كما يخاطب حلمًا لا يعرف هل هو كابوس أم منام رحيم. وهكذا، تصبح رواية غصون البندق فسيفساء شعورية شديدة الحساسية، تنقل وجع الإنسان في مواجهة ماضيه، ووجع الوطن في مواجهة الطمس، ووجع الحب حين يُولد في أرض لا تعترف بالربيع.

رواية غصون البندق عمل أدبي يتشابك فيه الغموض بالموروث ويختلط فيه السحر بالصراع الإنساني العميق وتنهض فيه كل شخصية من تحت الركام وكأنها تنفض عن نفسها تراب قرون، وتعلن أنها لا تبحث عن النجاة، بل عن إجابة واحدة: من نحن؟ ومن أين نبدأ الحكاية من جديد؟ رواية غصون البندق هي حكاية البحث وحكاية الضياع وحكاية الوطن حين يُحاصر في وجوه أبنائه دون أن يعرف أنه صار غائبًا في عقر داره.