
للتواصل معنا
ملخص رواية سرداب قصر البارون للكاتبة مروى جوهر، في قلب القاهرة وتحديدًا في مصر الجديدة ينهض قصر البارون شامخًا على الرغم من سكون جدرانه، إلا أن الصمت فيه ليس إلا ستارًا يخفي خلفه أسرارًا تعود لقرون طويلة.
رواية سرداب قصر البارون تبدأ بعودة رامي من الخارج بعد غياب طويل حاملاً حلمًا كبيرًا بين يديه مشروع فريد يود أن يشارك فيه أصدقاء عمره، لكن المصادفة أو القدر أو ربما لعنة قديمة تقوده إلى اختيار قصر البارون ليكون بداية هذه الفكرة التي كانت مأمولة ومليئة بالطموح.
منذ لحظة عبورهم بوابة القصر تبدأ الهمسات وتعلو أصوات لا يسمعها إلا من كان على شفا هاوية بين الواقع واللاواقع، قصر بدا كأنه حي يتنفس ويقظ في ظلامه تسري الأرواح وتُروى الحكايات الملعونة عبر جدرانه الصامتة، رواية سرداب قصر البارون تكشف لنا وجهًا آخر للمكان، إذ يتحول من بناء حجري إلى كيان حي له ذاكرته ومزاجه وسخطه على من يحاول كشف المستور.
رامي، في سعيه لإحياء مشروعه يجر أصدقاءه إلى مغامرة لم يتخيل أحد أنها ستكون أشبه بطقوس استدعاء ماضٍ لم ينسَ ولم يُغفر ،يخترقون أسوار القصر ويتعمقون داخله حتى يجدوا أنفسهم في مواجهة سرداب خفي لا يعلم بوجوده أحد، سرداب قصر البارون ليس مجرد ممر بل بوابة لعالم آخر زمن يختلط فيه الحاضر بالماضي وتختلط فيه الأرواح بالبشر.
الأحداث تتسارع والخطأ الذي يرتكبه أحد الأصدقاء يصبح شرارة الكابوس إذ يوقظون سرًا دفينًا متعلقًا بعائلة رامي نفسها، وربما بدماء سُفكت وبأرواح حُبست داخل هذا المكان المتشعب الغامض، ومع كل خطوة داخل السرداب تبدأ طبقات التاريخ بالانكشاف ليظهر وجه الحقيقة البشع.
يتبدل المشروع ليصبح محاولة للبقاء فالقصر لا يرحم من يعبث بأسراره، ويبدو أن التكنولوجيا التي جاؤوا بها لا تكشف الأسرار فحسب بل تفتح أبوابًا ما كان ينبغي لأحد أن يقترب منها، هنا يظهر الدكتور إسحق بشخصيته الغامضة ذلك العالم الذي يعرف الكثير لكنه صامت عن حقيقة ستغير مصير الجميع يخفي شيئًا ما يهدد كل من حوله ويبدو أنه المفتاح لفك لغز ما يحدث.
رواية سرداب قصر البارون تمضي بنا في خطّين متوازيين الأول عاطفي فيه حنين رامي لحبيبته السابقة ماريز التي ترافقه في هذا الطريق الشائك بحثًا عن بداية جديدة تحاول أن تداوي ما كُسر في القلب، والآخر خطّ تتداخل فيه المؤامرات والماورائيات وعوالم السحر والأساطير، فتتشابك الأزمنة وتتعقد الأحداث حتى يصبح البقاء في القصر هو الجنون بعينه.
وصية قديمة تُكتشف وسط الظلال تنبئ بأن هناك ماضٍ يربط كل الحكايات بشخصيات عاشت وماتت في القصر وصية تُقرأ في الظلام بينما تُسمع أصوات ضاحكة لا يعلم أحد مصدرها في عمق السرداب.
تمسك الكاتبة مروى جوهر خيوط الرواية بإبداع فتمزج بين الرعب والتاريخ وبين الحب والانتقام بأسلوب يحبس الأنفاس، لا تعرف إن كنت في حلم أم كابوس تنقلك من لحظة دفء عاطفي إلى لحظة تشنج رعب بفعل مشهد واحد أو جملة تقلب الهدوء إلى فزع.
رواية سرداب قصر البارون ليست مجرد عمل روائي بل هي رحلة عبر الذاكرة الجمعية، مكان يختصر قرونًا من الدم والخيانة والعشق والندم، سرداب قصر البارون بكل ما يحمله من رموز ومرايا لا يعكس ما يحدث فقط بل يكشف ما نحن عليه في الداخل فمن دخل القصر تغير ومن نزل السرداب لم يعد.
رواية سرداب قصر البارون عمل يمزج الواقع بالخيال التاريخ بالأسطورة والعاطفة باللعنة، وينجح في جعل القارئ أسيرًا لجمال السرد وغموض الفكرة وقوة اللغة وقبل كل شيء أسرار قصر لا يعرف الرحمة.
إذا أردت إثراء حصيلتك المعرفية والأدبية بإمكانك الاطلاع على الروايات الآتية:
كتاب جريمة في قطار الشرق من تأليف أجاثا كريستي
رواية ملائك نصيبين من تأليف أحمد خالد مصطفى
رواية فيرتيجو من تأليف أحمد مراد