للتواصل معنا
كتاب عيناها المؤلف بزرك علوي وهي بالفارسية "چشمهایش" صدرت الرواية عام 1952 وتعد تلك الرواية النموذج الأول في الأدب الإيراني المعاصر وكانت بمثابة نقطة تحول، حيث أضافت لون أدبي لم يعرف من قبل الثورة وهي رواية سياسية أكثر من كونها رومانسية؛ وذلك لأنها تعكس الحياة الاجتماعية طبقاً للأحداث السياسية السائدة في تلك الفترة، ترجمت رواية عيناها إلى الكثير من اللغات وطبعت لحوالي 15 طبعة داخل إيران فقط.
يروي بزرك علوي الكاتب والروائي الإيراني في كتاب عيناها الحكاية على لسان 3 أشخاص رئيسين في الكتاب؛ وهم ناظر متحف فني و رسام منفي وسيدة اربعينية تدعى فرنكيس، ويذكر أن دور الرسام المنفي الذي جسده الكاتب بين صفحات كتابه كان يرمز ويمتد أدبياً للرسام الشهير كمال الملك.
رواية عيناها يحتوي على الكثير من العناصر التي ترمز إلى مواضيع سياسية وسائدة في ذلك الزمن وقتما كتبت ونشرت، وهي مواضيع لن يفهمها سوى من يعلم عن حياة مؤلفها وهو شاب مناضل من طبقة ثرية أعطى النضال الكثير وقد خسر ايضاً الكثير دون فائدة حتى رحل عن إيران، ويبدأ كتاب عيناها بطرح سؤال من ناظر المتحف الفني الذي يسأل عن سر رمز لوحة عيناها لصاحبها الرسام "ماكان"، وتنتقل الأحداث إلى السرد من قبل البطلة "فرنكيس" وهنا نرى من المرات القلائل التي يستطيع فيها كاتب التحدث بلسان امرأة في مختلف حالاتها.
نرى من خلال سطور كتاب عيناها كيف استطاع الناظر الوصول إلى صاحبة لوحة عيناها ونعلم أن من رسمها قد توفى، ليبدأ الناظر في إقناعها بأن تروي له ما لا يعلمه عن ماكان وسر اللوحة، نجد أن الثلث الأول من الرواية ممل بعض الشئ ولكن هذا لا يفقدك الشغف فلن تطيل بذلك السرد طويلاَ، روت فرنكيس أنها من طبقة ثرية أعجبت قديماً برسام متكبر أرادت أن تجعله يشعر بها وأن تخضع عنفوانه أمامها، ولكن في كل مرة لم تجد استجابة من "ماكان" فقررت أن تجعل ما ترغب به أن يحدث وبدأت في النضال وسرعان ما وجد هو ذلك فأصبح يوكل لها المهام التي تجعلها تسعى أكثر لنيل رضاه، أصبحت فرنكيس في ذلك الوقت مجرد أداة له فقد أخذ من تضحية امرأة محبة ثرية عاشقة مجرد أداة لتحقيق أهدافه أثناء النضال دون أن تدري.
أبدع كاتب كتاب عيناها حيث أوضح فكر المرأة والرجل عند الحب والاختلاف بين احتياجات المرأة في الحب والرجل، بالرغم من انه ابدع في ذلك ولكن قابلت الرواية بالنقد من قبل النقاد الذين اتهموه بأنه يضع المرأة في دور سلبي ومنساقة وضعيفة، نكمل معكم أحداث الرواية مجدداً والتي تظهر بها البطلة وهي تناضل من أجل إنقاذ حبيبها المناضل من الضياع والسجن حتى تزوجت على أثر ذلك من العقيد "آرام" المستغل ايضاً والذي جمع أموالاً هارباً إلى أوروبا، ينتهي كتاب عيناها وفرنكيس وحيدة على ذكريات عاشتها مع "ماكان" الذي توفى بعد 3 سنوات ولم يتبقى منه سوى لوحة عيناها، والتي رسم بها عينان فرنكيس على اعتباره أنها فخ له يجب الحظر منه واستغلاله فهكذا نظر شاب الطبقة المتوسطة إلى الحب من سيدة الطبقة الأرستقراطية، فالنضال لا يعترف بالأثرياء.