
للتواصل معنا
ملخص كتاب جاك ويلتش وشركة جنرال إلكتريك للكاتب روبرت سلاتر، في عالم الإدارة لا يُذكر اسم "جاك ويلتش" إلا ويقترن بالتحول الجذري في مفاهيم القيادة والتطوير المؤسسي، كتاب جاك ويلتش وشركة جنرال إلكتريك لا يعرض سيرة حياة بقدر ما يكشف أسرار فلسفة رجل جعل من شركته أسطورة في عالم المال والأعمال، رؤية ويلتش لم تكن مجرّد تنظير بل ممارسة حية اختبرت أعنف الأسواق وأشد الأزمات.
يبدأ كتاب جاك ويلتش وشركة جنرال إلكتريك من نقطة محورية: لا يكفي أن تكون مديرًا ناجحًا إن لم تكن قائدًا ملهمًا، القيادة ليست تعليمات تُلقى من أعلى بل رؤية تُشعل الحماسة وتدفع الجميع إلى الأمام، يؤمن ويلتش أن القادة يواجهون الواقع دون تجميل، ويطرحون الأسئلة الصحيحة، ويصنعون قرارات جريئة لا ترضى بأنصاف الحلول، الوفاء بالوعد هو المعيار الأعلى عنده، وبه تُقاس قيمة القائد لا بعدد الاجتماعات التي يديرها.
حين تولى ويلتش زمام شركة جنرال إلكتريك في الثمانينات، كانت تمتلك أكثر من 350 قطاعًا مختلفًا، هذا التنوع بدا ثروة ضخمة لكن في عيون المستثمرين كان فوضى يصعب التنبؤ بعواقبها، لذا قرر إعادة الهيكلة، أبقى فقط على القطاعات التي تحتل المرتبة الأولى أو الثانية في مجالها، وتخلّى عن البقية دون تردد، كانت خطوة صادمة لكنها شكلت نواة النجاح اللاحق.
قام بتنظيم الشركة في ثلاث دوائر رئيسية: الأجهزة والمعدات الثقيلة، تكنولوجيا الفضاء والطب، ثم الخدمات النووية والهندسية، هذه البنية الصلبة أطلقت جنرال إلكتريك نحو التفوق العالمي، وجعلت من كتاب جاك ويلتش وشركة جنرال إلكتريك مرجعًا في استراتيجية التخصص والتركيز.
لا يعني الحجم الكبير دائمًا الفعالية، آمن ويلتش بأن التنظيم النحيف أكثر سرعة وقدرة على التكيّف، لذلك دعا إلى "تزييف الحجم" من خلال تخفيف الإجراءات البيروقراطية وإزالة التعقيدات التي تثقل القرار، فالمرونة في التنفيذ أهم من عدد الفروع أو كثافة الموظفين، كتاب جاك ويلتش وشركة جنرال إلكتريك يعرض كيف استطاع جاك أن يجعل من عملاق صناعي آلة خفيفة الحركة.
بدل أن يُخضع الموظفين لنظام جامد، استثمر ويلتش في التنافس الإيجابي بينهم، خلق بيئة تتغذى على التفوق، تُكافئ الأفضل وتدفع الجميع لتجاوز حدودهم، هذا التحدي الداخلي أنشأ قادة لا موظفين، وولّد أفكارًا غير تقليدية أصبحت أساسًا لتوسع الشركة، ولذلك، فإن كتاب جاك ويلتش وشركة جنرال إلكتريك لا يُقرأ كدراسة إدارية فحسب بل كدليل إلهام.
أدرك ويلتش مبكرًا أن المستقبل لا يُبنى داخل حدود الدولة، ففتح أبواب جنرال إلكتريك نحو الأسواق العالمية، ليس فقط لتسويق منتجات بل لبناء منظومات متكاملة من الخدمات، ربط الجودة بالعولمة، وربط الحلم بخطة مدروسة، لم يكن التوسع عشوائيًا بل قائمًا على مبدأ "النمو ثنائي الرقم"، وهي فلسفة تعتمد على استهداف مضاعفة العوائد باستمرار.
في كل مرحلة، كانت الجودة هي العمود الفقري، أراد ويلتش أن تكون ثقافة الجودة مزروعة في كل فرد، لا تعليمات سطحية، حتى العامل البسيط عليه أن يفهم لماذا يجب أن ينتج الأفضل، فالجودة في كتاب جاك ويلتش وشركة جنرال إلكتريك ليست تقنية فقط بل هوية تمسّ روح المؤسسة.