M3aarf Telegram

ملخص رواية ولو بعد حين | الأمل في عودة الحق موجود

كتابة : دعاء عبد الرحمن

رواية ولو بعد حين تأليف دعاء عبد الرحمن، تتحدث الرواية عن كفتين قسوة الحياة مقابل شفقة الحب فهل يكون الحب كافي لمداواة جرح الحياة أم يموت مع ارواحهم؟ رواية بها عبرة حقيقية لأشخاص عاشوا مأساة الدنيا ولكن لن يتخلى عنهم الحب وتعود لهم الحياة ولو بعد حين

ملخص الكتاب

رواية ولو بعد حين من تأليف الكاتبة دعاء عبد الرحمن، ماذا لو لم يكن الحب كافيًا لإنقاذ من نحب؟ كيف يواجه القلب قسوته حين يصبح الظلم قدرًا؟ وهل يأتي العدل فعلًا، ولو بعد زمن؟ في الرواية تفتح دعاء عبد الرحمن أبواب التساؤل وتترك القارئ في مواجهة مرآة الواقع، حيث تُقلب الموازين وتُسلب الحقوق ويُجبر البعض على الصمت خوفًا أو قهرًا، كيف لفتاة أن تُعاقب لمجرد أنها وُلدت أنثى؟ ولماذا يظل الرجل حتى وإن ارتكب الآثام معصومًا في أعين المجتمع! 

تتشابك المصائر في هذه الحكاية وتتوالى الأحداث كأنها دوامة لا مفر منها، فهل يستطيع الإنسان أن يهرب من قدره؟ وهل يكفي الحب وحده لكسر القيود؟ بأسلوب مشوق تتحدى روايه ولو بعد حين القوالب الجاهزة وتعيد طرح الأسئلة التي نخشاها جميعًا لكنها تترك إجاباتها مفتوحة.. تنتظر أن يجيب عنها الواقع، لو بعد حين.

تقف غفران في قلب هذه الأحداث كفتاةٌ رقيقة المشاعر لكنها حبيسة عالم من القهر والتمييز، تحب حسن بصمت لكنها تدرك أنه لن يكون أميرها فالحياة لم تمنحه هذا الدور؛ بل جعلته محاربًا في معركة لا هوادة فيها، حسن الفتى الذي عانى من ظلم أبيه نشأ وسط قسوة الحياة فحمل في داخله جراحًا لا تندمل، عمل حسن ميكانيكيًّا في ورشة بسيطة على الطريق العمومي وبين أنياب الدنيا حاول أن يجد لنفسه طريقًا نحو النجاة، ولكن.

على الطرف الآخر، يقف رمزي شقيق غفران مثالًا للرجل المدلل الذي يسمح له بارتكاب الأخطاء دون عقاب، فقط لأنه "ذكر" هذا التفضيل الذي منحه له والده "حافظ" والذي دفعه للانغماس في الفساد دون وازع، حتى جرف معه فتاة بريئة "سلمى" ليُسقطها ضحية لرغباته العابثة.

وفي زاوية أخرى من المشهد، نجد أنور برهان والد حسن الذي كان صورة أخرى من الظلم، إذ حطم مستقبل ابنه بيده ليصبح الأخير أسيرًا لدوامة الحياة القاسية، أما "أمل" فهي فتاة عانت من أبشع أشكال الظلم حينما تعرضت للاغتصاب على يد طبيب نسا كانت تثق به، فوجدت نفسها ضائعة بين الخذلان والجحيم النفسي.

تغوص الرواية في عمق المآسي الاجتماعية، راسمةً بمهارة مشاهد من الظلم والقهر لكنها لا تترك الشخصيات غارقة في عتمتها بل تمنحهم بارقة أمل، ولو بعد حين، تتوالى الأحداث فتدرك غفران أن الحياة لا تمنح الإنسان ما يتمناه بسهولة وأن الصراع من أجل العدالة هو معركة لا بد أن يخوضها المرء بنفسه.

وبين الحكايات المتشابكة، تبرز قضية اغتصاب القاصرات كجرح نازف في نسيج الرواية حيث تسلط الكاتبة الضوء على هذه الجريمة البشعة دون إسفاف، بل بأسلوب راقٍ يضع القارئ أمام مرآة الحقيقة، ليواجه المجتمع بتناقضاته الصارخة.

تميزت دعاء عبد الرحمن بأسلوبها السلس والبسيط الذي يخاطب القارئ مباشرة مستعينةً بلغة قريبة من القلب،والتي لا تخلو من العمق فتنسج الرواية مشاهدها بأسلوب سينمائي جذاب، حيث تتنقل بين الشخصيات بسلاسة وتكشف طبقات النفس البشرية بذكاء أما الحوار فكانت صادقة ومعبرة تعكس صراع الشخصيات الداخلي وتفضح زيف الأقنعة التي يرتديها البعض.

رواية ولو بعد حين ليست مجرد قصة حب، بل هي صرخة احتجاج في وجه الظلم الاجتماعي إنها حقاً دعوة للتفكير في قضايا مسكوت عنها، وإعادة النظر في القوانين والعادات التي تكرّس الظلم فتُذكّر الرواية القارئ بأن العدالة قد تتأخر لكنها تأتي في النهاية، ولو بعد حين.

و كما ذكرت الكاتبة أنه من العجيب في أكثر لحظات طلبنا للموت وعدم رغبتنا في الحياة أن نتخلى عن كل شيء، قد نتخلى عن كل شيء إلا الكرامة نموت لكن تبقى كرامتنا شاهدة على أن من ماتت هي أجسادنا فقط، بهذه الكلمات تلخص الكاتبة جوهر روايتها مؤكدةً أن الإنسان قد يتحمل كل شيء إلا فقدان كرامته، في النهاية تظل ولو بعد حين شهادة أدبية على واقع مليء بالتناقضات تدفع القارئ للتأمل في مصيره ومصير من حوله.

عرض المزيد